رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

عاودت إسرائيل عدوانها الآثم على سوريا من جديد فجر الأربعاء الماضى عندما استهدفت مناطق فى البوكمال ودير الزور ومخازن أسلحة ومواقع عسكرية، وهى الغارات التى أسفرت عن تدمير مستودعات أسلحة وعن سقوط قتلى من بينهم أفراد من الجيش السورى ومن الفصائل الموالية لإيران. مسئول استخباراتى أمريكى رفيع المستوى أماط اللثام عن الحقيقة المرة وهى أن الغارات الإسرائيلية على شرق سوريا تم تنفيذها بناء على بيانات استخباراتية قدمتها أمريكا إلى إسرائيل, أى أن العدوان أمريكى إسرائيلى مشترك، حيث أمنت القوات الأمريكية عمليات الاستطلاع من مواقعها بالعراق. بينما نفذت الطائرات الإسرائيلية الاعتداء عندما عبرت من فوق قاعدة (التنف) الأمريكية لاستهداف البوكمال ودير الزور ومبنى كلية التربية القديمة ومقر فرع الأمن العسكرى، بالإضافة إلى عدة نقاط عسكرية ومعبر البوكمال الحدودى. كما استهدف القصف سلسلة مستودعات استخدمت لتخزين أسلحة إيرانية ومكونات مخصصة لدعم برنامج طهران النووى.

جاء العدوان الأمريكى الإسرائيلى المشترك متزامنًا مع ممارسات ميليشيا(قسد) الإرهابية التى تمارس القمع والعدوان ضد الشعب السورى فى الحسكة ودير الزور والرقة مدعومة هى الأخرى مما يسمى قوات التحالف الدولى التى تؤمن لها الدعم العسكرى واللوجستى والمادى والسياسى، بالإضافة إلى دعم إدارة المأفون ترامب فى تناغم واضح ومكشوف لتنفيذ المشاريع الأمريكية الصهيونية. وكل هذا يجرى دون أن تحرك المنظمات الدولية ساكنًا، وهو ما شجع إسرائيل المارقة على أن تمضى فى عدوانها المتكرر على سوريا غير عابئة بميثاق الأمم المتحدة أو قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التى تؤكد دومًا على وحدة الأراضى السورية وعلى سيادتها واستقلالها. ولهذا يتساءل المرء: أين مجلس الأمن مما يحدث؟ ولماذا يترك لإسرائيل الحبل على الغارب كى تقوم بعدوانها الغاشم على سوريا كلما تراءى لها ذلك دون أن يكون هناك ردع يكبح جماح نزواتها العدوانية؟ لماذا لا يتحمل مجلس الأمن مسئولياته فى إطار ميثاق الأمم المتحدة ويتصدره صون السلم والأمن الدوليين؟

الجولة الأخيرة من الغارات الإسرائيلية على سوريا نفذت بتنسيق أمريكى إسرائيلى وبيانات استخباراتية قدمتها أمريكا لإسرائيل عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو، وتم ذلك خلال اللقاء الذى جرى فى واشنطن بين بومبيو و«يوسى كوهين» رئبس جهاز الاستخبارات الإسرائيلى(الموساد) وذلك عندما التقيا فى (كافيه ميلانو) الاثنين الماضى. ولقد كانت هذه الغارات إحدى المحاولات لاستفزاز إيران قبل سوريا ودفعها إلى رد الفعل كى تعطى الذريعة لترامب لتبرير هجوم أمريكى تخطط له إدارته ليتم التنفيذ خلال الأيام القليلة المتبقية له فى السلطة، ليكون الهدف من ورائه خلط الأوراق لعرقلة انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن. غير أن سوريا وإيران تمسكتا بالحكمة وبضبط النفس فى محاولة منهما لتجنب تقديم الذرائع لإدارة ترامب وللحيلولة دون تنفيذ المخطط الأمريكى الإسرائيلى لضرب المنشآت النووية والبنى التحتية الإيرانية خاصة وأنه لم يبق إلا أيام معدودة على وجود ترامب فى البيت الأبيض...