رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

سقوط مذل ومخز منى به ترامب الذى ظن بعنجهيته وغروره أنه ملك الدنيا وما فيها. لقد أكد للجميع من خلال تصرفاته الهوجاء وتصريحاته الجزافية البعيدة عما يحدث على أرض الواقع أنه مجنون رسمى لم يشهد التاريخ حاكمًا فى غبائه. لقد دنس التقاليد السياسية الأمريكية وألحق بها العار، نسف معايير الديمقراطية ليلوث بأدائه هذا إرثه الدائم الذى أصبح سبة فى جبينه. لقد ظل يلعب فى الوقت الضائع منذ الثالث من نوفمبر الماضى عندما جرت وقائع الانتخابات الرئاسية وظل يدعى حدوث تزوير فى نتائجها دون أن يقدم الدليل. الطامة الكبرى ما حدث فى السادس من يناير الجارى عندما اجتمع الكونجرس كى يصادق رسميًا على نتيجة الانتخابات لإعلان تنصيب جو بايدن رئيسًا لأمريكا فى العشرين من يناير. استبق ترامب اجتماع الكونجرس بفضيحة كبرى عندما كشف النقاب عن مكالمة هاتفية مسربة أجراها ترامب مع سكرتير ولاية جورجيا فى محاولة منه لتغيير نتائج الانتخابات. المحادثة استغرقت ساعة كاملة تخللها الإطراء والاستجداء والتهديد بعواقب جنائية عاصفة من قبله، وكل ذلك فى محاولة للضغط على سكرتير الولاية لتغيير نتيجة الانتخابات، حيث طلب منه إيجاد أصوات لقلب النتيجة لصالحه بأن طلب منه 11780 صوتًا إضافيًا ليمكنه هذ من إحراز الفوز على بايدن. ولكن جاءه الرد الصارم من المسئول فى جورجيا، حيث قال له: (نحن متمسكون بأرقامنا، ونعتقد أنها صحيحة).

كان بايدن قد فاز بولاية جورجيا إلى جانب الولايات المتأرجحة الأخرى بأغلبية 306 أصوات مقابل 232 صوتًا لترامب. وكانت جميع الولايات الأمريكية الخمسين قد صادقت على نتائج الانتخابات بعد إعادة الفرز والاستئناف القانوني. ورغم ذلك فإن ترامب لم يتعظ بل تمادى فى غلوائه ومضى فى التمسك بالمنصب قصرًا، وأخفق فى التنازل عن منصبه طوعًا وبكياسة وكرامة، ومضى فشجع أعمال العنف عندما حرض المتظاهرين على اقتحام مبنى الكابيتول مما أدى إلى عواقب تخريب لمقر الكونجرس ومقتل أربعة أشخاص وهو ما أصاب الأمريكيين بالغضب عليه والاشمئزاز منه لما قام به من دور خسيس أدى إلى إحداث انشقاقات داخل الحزب الجمهورى بشكل بات من الصعب معه رأب الصدع الحادث فى صفوفه. وكل هذا لكونه تملكته شهوة البقاء فى السلطة بأى ثمن، فهو لا يرى إلا نفسه ومصالحه ولهذا بدا وكأنه يشجع رياضة الانقلاب لينجم عن ذلك خسارته لحزبه الذى بات من الصعب أن يرضى عنه بعد ما ارتكبه من آثام.

ضربة قاسية وجهت إليه من رؤساء مائة وسبعين شركة أمريكية طالب مالكوها الكونجرس بالمصادقة على انتخاب جو بايدن رئيسًا لأمريكا مشددين على أهمية الانتقال السلمى الهادئ للسلطة كى تمضى البلاد قدمًا. ولقد كانت الضربة صادمة لترامب الذى لطالما تباهى بصداقاته مع أرباب العمل فى البلاد وكبار القادة فى مجال المال والأعمال. لقد أساء ترامب لنفسه ويكفى ما سببه من توتر سياسى لأمريكا طيلة السنوات الأربع الأخيرة منذ وصوله إلى البيت الأبيض وإصراره على عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية التى خسرها. أن ما جرى على يد هذا المأفون يعد بمثابة انقلاب، وهى تهمة موجهة له والاحتمال قائم فى محاكمته مستقبلًا على كل ما جرى فى الساحة بسبب أفعاله.