عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

تتواتر الأنباء هذه الأيام من اليمن عن ذلك الصراع الدامى الذى يجرى بين عموم أهل اليمن شماله وجنوبه وبين مايسمون بالحوثيين وقد انفطر قلبى وأنا أشاهد تلك المشاهد الدامية التى ترتبت على الانفجارات التى وقعت فى مطار عدن وكان القصد منها قتل أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة وكم كانت هذه الصور الدامية دالة على مدى كراهية « جماعة الحوثى « لليمن واستقراره، والحقيقة أننى لست معنيا بأصل هذا الصراع وأسبابه ولست من المتبحرين فى  الشئون اليمنية ، لكن العقل يحار فى الاجابة على السؤال البديهى : هل هؤلاء الذين قاموا بالتخطيط والتنفيذ لهذا العمل الاجرامى يمنيون حقا ؟! وقبل ذلك وبعده هل هم بشر ومسلمون حقا ؟! أيحضهم اسلامهم على هدم اليمن وطنهم على رؤوس مواطنيه؟ ماذا يريدون من هذه البلدة المسالم أهلها ؟!!

لقد زرت بلادا عربية كثيرة وشاهدت عواصمها ولكنى لم أقع فى حب إحداها بقدر ماحدث مع هذه البلدة الجميلة « صنعاء « ، تلك العاصمة التى لم تفقد رونق أصالتها بعد، وكم هى جميلة صنعاء القديمة التى ازدانت بمبانيها ذات الطراز المعمارى الفريد إذ تبدو للناطرين كقطع الجاتوه أو التورته المكونة من طبقات الشيكولاته البنى فى الأبيض بشكل تلقائى فريد ، وأعتقد أن هذه هى المدينة العربية الوحيدة التى لاتخطئها العين ولايحتار فى معرفتها أحد حتى وهو ينظر إليها من عل ، من الطائرة المحلقة ، لقد تشوهت كل المدن العربية بالأبراج والعمارات الزجاجية العملاقة ذات الطراز الغربى الذى لم ولن يكون مناسبا أبدا للبيئة ولالأهلها !! وبقت صنعاء مميزة فريدة بطابعها الأصيل الذى حاكته الأيدى اليمنية بنفسها لنفسها بهذه المهارة الفنية التى تحسد عليها من كل زوارها الذين تبهرهم ببساطتها وأناقتها،

لقد زرت كثيرا من البلاد العربية فى وفود أكاديمية وثقافية مميزة فلم يهتم أحد من زعمائها بالالتقاء بنا ولكننى حينما زرت اليمن ضمن وفد مصر برئاسة كاتبنا الكبير محمد سلماوى الذى كان وقتها رئيسا لاتحاد كتاب مصر للمشاركة فى اجتماع اتحاد الكتاب العرب ، وجدنا دعوة من رئيسها المرحوم على عبد الله صالح ليلتقى بنا ويتحدث إلينا ، وكم كان مفاجئا لى البساطة التى كان عليها اللقاء والبساطة التى كان عليها القصر الجمهورى للرئيس على عبد الله صالح ، وقد استقبلنا بوجه عربى مبتسم أصيل بدا من بساطته أننا فى زيارة لأسرة يمنية بسيطة لاتملك إلا هذا المنزل بقاعته المتسعة البسيطة الأثاث والتى ليس فيها أى مظهر من مظاهر الأبهة والفخامة التى تبدو عليها عادة قصور الرؤساء ومساكن الوجهاء من أصحاب السلطة والصولجان.

لقد تحول هذا البلد الهادئ المسالم إلى ساحة للقتال بين أبنائه بعد أن ابتلعوا الطعم أو بالأحرى السم القاتل الذى سمى : الربيع العربى !! إن هذا السم القاتل الذى تزي دعاته بلافتة حقوق الانسان والديموقراطية والحريات  كان السبب المباشر لهدم الدول العربية دولة بعد أخرى وأصبحت هذه الدول مستباحة من عصابات الشر والمرتزقه من كل بلاد الدنيا ويقودهم عادة ثلة منحرفة تهوى الانقضاض على السلطة من أبناء هذه البلاد بمسميات مختلفة غلب عليها للأسف ارتداء عباءة الاسلام والاسلام والدين الاسلامى منهم براء، إن هذه التنطيمات التى  تزيت باسم الاسلام وهو منهم براء شكلوا ولايزالون مايشبه «أورام سرطانية خبيثة» فى بلدانهم تغذت ومولت بأموال وأفكار أجنبية استهدفت فى المقام الأول هدم دولنا وضرب العروبة والحقوق العربية فى مقتل.

إن العروبة والعرب ربما يعودون يوما إلى الواجهة لو نجحوا فى القضاء على هذه الأورام السرطانية الخبيثة  التى نمت بين ظهرانيهم والتى كادت تفتك بالجسد العربى كله لو لم تنجح مصر بالقضاء على «ورمها الخاص « وتعود إلى مواصلة دورها العروبى الريادى بالمشاركه مع أشقائها من الدول العربية التى لاتزال قادرة على محاصرة هذه الأورام الخبيثة التى كادت تفعل فعلها فى الجسد العربى كله،  وكم حاولت وأحاول التذكير بأنه لامنجاة للعرب إلا أن يتوحدوا تحت مظلة اتحاد لدولهم يكون له مؤسساته التى تحمى ثقافتهم وأوطانهم من الضياع ويتحرك بموجبه جيشهم الموحد للقضاء على هذه الأورام السرطانية الخبيثة التى تكاد تقضى على مابقى من الدول العربية وتحقق أطماع الدول الطامعة فى التهامها بعد تفتيتها، فهل لايزال الحلم بعيدا رغم مانراه من تمزق الأوطان وضياع البلدان واحدة بعد أخرى ؟!.