رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

نعيش هذه الأيام الحد الفاصل بين عامين عام مضى وعام آت 2020 – 2021م ، بين عقدين عقد انتهى بخيره وشره وعقد آت نتمنى أن يكون كله خير للبشرية جمعاء . وعادة ماينتاب الانسان منا قلق البديات والنهايات ، فهذه الفواصل الزمنية كثيرا ما تكون أوقاتًا مناسبة للتأمل واعادة شريط الحياة على كل المستويات وكثيرًا ما تكون أيضا لحظات مليئة بالترقب والقلق بين التفاؤل الحذر والتشاؤم غير المرغوب فيه ! والحقيقة أن ماعاشته البشرية فى العقد الأول من هذا القرن الأول من الألفية الثالثة يشير إلى أنه  كان عقدا حققت فيه البشرية كثيرا من التقدم الذى لانستطيع أن نقول أنه كان خيرا كله لأن كل ماتحقق من تقدم كان فى مجالات التقنية أو التكنولوجيا التى بقدر ماجلبت الكثير من المنافع للتقريب بين البشر جلبت الكثير من المخاطر التى هددت حياتهم ، ويكفى أن ننظر حولنا لنرى كم تهددنا الأخطار البيئية والتغيرات المناخية !، كم تهددنا أخطار المجاعات والحروب والصراعات !، ونرى كم من ظواهر التحكم يملكها ويوجهها أولئك الذين يملكون زمام هذه التقنيات المتطورة فقد أصبحوا قادرين على افناء البشرية بضغطة زر واحدة على أى منصة من منصات اطلاق الأسلحة النووية أو البيولوجية ،  كما أصبحت حياة كل البشر فى كل أرجاء العالم تحت ناظريهم إذ بامكانهم أن يعرفوا كل تفصيلات حياة أى فرد لمجرد أنه يحمل جهاز تليفونه المحمول فى جيبه أو فى يده أو حتى فى غرفة نومه !. لقد أصبحت حياة الأفراد والشعوب مكشوفة لكل من أراد التحكم فيها وتوجيهها فى ظل الأقمار الصناعية التى ترصد كل شاردة وواردة فى حياتنا . وكم قامت ثورات واضطرابات وقلب لنظم الحكم وتفتيت للدول المستقرة نتيجة مثل هذا التوجيه ونتيجة لما يسمى يالسوشيال ميديا واستخدامها لاطلاق الشائعات والتمردات ضد الدول والجماعات !!

والطريف أنه فى اللحظة التى ظنت فيها الدول الكبرى أنها امتلكت زمام الأمور وإرادة التحكم جاءتهم فى العام الأخير جائحة كورونا لتكشف لهم أن فوق كل ذي علم عليم وأن فيروسا دقيقا لايرى بالعين المجردة استطاع اجتياح العالم فى أيام معدودة ليصيب ويقتل ماشاء من البشر ، والأعجب أنه أصابهم أكثر مما أصاب غيرهم ممن يسمونهم ظلما وعدوانا دول العالم الثالث المتخلف . لقد أثبت لهم هذا الفيروس أنه أقوى منهم وأنه قادر على كشف زيف ادعاءاتهم بأنهم الأقوى والأكثر تقدما فى نطمهم الصحية والأكثر قدرة على مواجهته ، فقد تلقوا أكثر ضرباته عنفا وقوة فأصاب منهم الملايين وقتل الآلاف بينما كان رحيما بالدول والشعوب الفقيرة رقيقة الحال عديمة القدرات التكنولوجية !!

وبالطبع فإن النتائج النهائية لهذه الجائحة لم تتضح بعد ، فرغم أن العالم المتقدم المزعوم بدأ فى تلقيح أبنائه باللقاحات المضادة لهذا الفيروس إلا أنه سرعان ماتحور وكشر عن أنيابه فأنتج سلالات جديدة الله وحده أعلم متى سيتوقف تحورها وتطورها وهل ستنجح هذه اللقاحات فى مواجهتها والقضاء عليها أم لا !

إن حياة البشر جميعا قد أصابها فى العام الماضى وحده الكثير من المشكلات التى تجبر كل ذى عقل على أن يتدبر ويتأمل ويتساءل : كيف يمكن لخياة البشر أن تعود إلى سابق العهد من الاستقرار والأمن ، وكيف يمكن الشعور بالسعادة وسط القهر والانكماش الذي تسبب فيه هذا الفيروس الضئيل الشأن شديد التأثير السلبى على حياتنا ؟. وهل ستظل الدول الكبرى كبرى ؟ وهل ستبقى السيادة فى يد الولايات المتحدة رغم أنها تعد الآن من أكثر دول العالم تخبطا وهشاشة ؟!   وهل سيظل معيار الحكم على تقدم البشر هو الثراء المادى ؟! وإلى متى سيظل الشعور بالقلق والخوف من المجهول  هو المسيطر  على الجميع رغم كل هذا التقدم التقنى المتسارع بلا حدود أو قيم ؟! إن العالم يحتاج اليوم على صعيد الدول والأفراد إلى سماع صوت العقل والحكمة ، يحتاج إلى وقفة تأمل لتجيب على السؤال الكبير : إلى أين نحن سائرون ؟! وهل من سبيل إلى التماس طريق للسعادة بعيدا عن كل مانراه من صور القلق والمخاوف التى تنتاب الجميع وحعلتهم أسرى بيوتهم ومخاوفهم ؟! وماذا عن المستقبل وهل من طريق آمن يقودنا إليه رغم كل صور الصراع التى تعيشها مناطق متعددة من العالم وخاصة فى منطقتنا العربية ومحيطها الاسلامي ؟!