رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

صفقات دونالد ترامب فى المنطقة كثيرة ومتعددة أغلبها حظيت به إسرائيل. صفقات محفوفة بالمخاطر وملغومة بالنسبة للفلسطينيين.. صفقات شريرة متنمرة أعطت إسرائيل التى لا تستحق كل ما كانت تصبو إليه، أعطتها القدس لتكون عاصمتها الأبدية، وإمعانًا فى تثبيت أهلية حيازتها قام ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ودون أن يغمض له جفن منح إسرائيل السيادة على مرتفعات الجولان السورية رغم مخالفة ذلك للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة. وفضلًا عن ذلك كرس ترامب جهده لتحقيق ما تصبو إليه إسرائيل وهو تطبيع العلاقات مع الدول العربية. ونجح فى المهمة واستطاع بمساوماته جذب أربع دول للتطبيع حتى الآن تصدرتها الإمارات والبحرين وكان المقابل منحهما الفرصة لشراء الطائرات الأمريكية العسكرية المتطورة من طراز (إف 35).

أما السودان فتمت مساومته من أجل التطبيع برفعه من قائمة رعاية الإرهاب المدرج بها منذ 27 عامًا. وكان ترامب قد أعلن عن نيته شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وأرسل إخطارًا للكونجرس فى 26 أكتوبر الماضى من أجل شطب السودان من القائمة، وبموجب القانون الأمريكى لا يمكن التصديق على الإجراء إلا بعد 45 يومًا من تلقى الكونجرس الإخطار به، ولا يصبح ساريًا إلا إذا لم يبد الكونجرس أى اعتراض عليه، وهذا ما حدث ومن ثم قامت السفارة الأمريكية بصياغة بيان جاء فيه: (انقضت فترة إخطار الكونجرس ووقع وزير الخارجية الأمريكى إشعارًا يفيد بأن إلغاء تصنيف «الدولة الراعية للإرهاب» عن السودان أصبح سارى المفعول اعتبارًا من 14 ديسمبر الجارى ليتم نشره فى السجل الفيدرالى). ويأتى ذلك بعد نحو ثلاثة عقود من وضع السودان على القائمة السوداء كدولة راعية للإرهاب. ولم يأت رفعها عن القائمة من فراغ وإنما كان هناك مقابل تمثل فى دفع السودان 335 مليون دولار لتعويض الناجين وعائلات الضحايا الأمريكيين الذين أصيبوا فى هجوم وقع فى عام 98 على سفارتى الولايات المتحدة فى كينيا وتنزانيا عندما كان عمر البشير وقتئذ رئيسًا للدولة، وكان يرحب بتنظيم القاعدة فى البلاد. هذا بالإضافة إلى هجوم آخر وقع على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) قبالة الساحل اليمنى عام 2000.

أما آخر صفقات ترامب فى المنطقة وأحدثها فكانت مع المملكة المغربية عندما أصدر إعلانًا فى دبسمبر الجارى ضمنه الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه منذ خروج الاحتلال الإسبانى منه 1975، ليظل النزاع قائمًا بين المغرب وجبهة البوليساريو التى تطالب بدولة مستقلة فى الصحراء الغربية. وفى عام 1991 طالب قرار من الأمم المتحدة بتحديد مصير الصحراء الغربية فى استفتاء شعبى. ويأتى الاعتراف الأمريكى بسيادة المغرب على الإقليم ليدمر التوافق الدولى بشأن هذه القضية، ولهذا اعتبرت الخطوة محفوفة بالمخاطر إذ إن أمرًا كهذا من شأنه أن يشعل الفتنة ويزيد من الاضطرابات فى المنطقة، ولهذا فإن ما تبناه ترامب من صفقات اعتبر تصرفًا غير مسئول، لا سيما وأن صفقاته ترتكز على مبدأ إعطاء كل شيء لطرف واحد ونزع كل شيء من الطرف المقابل وهو أمر لا ينشر السلام وإنما يؤجج النزاعات والصراعات ويشعل الحروب.