عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

على هامش مؤتمر الحوار الذى عقد مؤخراً فى المنامة أطل الأمير تركى الفيصل ليهاجم إسرائيل فى تصريحات غير مسبوقة نعتها خلالها بأنها قوة استعمارية تغتصب الأرض الفلسطينية، وتمارس القتل والفصل العنصرى وتشرع العدوان. وشدد على أن السلام سيظل بعيد المنال حتى قيام دولة فلسطينية على حدود 1967. إنه تركى الفيصل الذى قاد الاستخبارات السعودية لأكثر من عقدين وشغل منصب سفير المملكة فى الولايات المتحدة وبريطانيا. وعلى الرغم من أنه لا يشغل حالياً أى منصب رسمى فإن مواقفه تعكس موقف عاهل السعودية الملك سلمان. غضبة الأمير تركى كانت شديدة وصادمة لإسرائيل عندما وصفها بأنها آخر القوى الاستعمارية فى الشرق الأوسط التى تغتال من تشاء وتهجر الفلسطينيين قسراً وتصدر قوانين عنصرية تجعل من إسرائيل وطناً لليهود فقط.

جاءت كلماته كوثيقة تطهيرية كشف خلالها عورة إسرائيل التى اعتقلت الآلاف من سكان الأراضى التى تستعمرها وسجنتهم صغاراً وكباراً فى معسكرات بلا حقوق أو عدالة، وأنها تهدم المنازل وتغتال من تريد وتمارس الفصل العنصرى، وكيف أن الكنيست الإسرائيلى قد أقر قانوناً يعرف المواطنة الإسرائيلية على أنها يهودية حصراً، وأنها ترفض منح السكان غير اليهود فى إسرائيل حقوقاً متساوية بموجب القانون، وأنها دولة متنمرة متعطشة للدماء داست على جميع الأعراف والمعايير الدولية. وشدد على أن السلام سيظل بعيد المنال إلى أن يتم الاعتراف بقيام دولة فلسطينية على حدود 67. لقد استدعى الأمير تركى بهجومه الحاد على الكيان الصهيونى موقف والده الملك فيصل بن عبدالعزيز- رحمه الله- عندما ضغط عليه الأمريكان فقال: (إننا مستعدون للعودة إلى خيام الصحراء على أن تهان كرامتنا)، وعندما سقط شهيداً للجهاد من أجل تحرير القدس ومسجدها الأقصى، وعندما لم يتردد لحظة فى استخدام سلاح النفط دعماً لمصر وسوريا أثناء حرب أكتوبر 73. لقد أثبت أنه العروبى الحق بمواقفه المشرفة لا سيما وأن التاريخ يكتب بالمواقف.

كان لخطاب الأمير تركى الفيصل أمام مؤتمر المنامة أثر بالغ أثلج صدر كل عربى، بيد أنه فى المقابل كان له وقع الصدمة على «غابى أشكنازى» وزير خارجية إسرائيل الذى تمنى ألا يكون حاضراً فى المؤتمر المذكور، فلقد سدد الأمير تركى صفعة قوية ومباغتة لإسرائيل رداً على عنادها ومكابرتها واستمرارها فى احتلال الأراضى الفلسطينية، وإقامة المستوطنات، واعتقال آلاف الأسرى. جاء خطابه النارى ليجسد العودة لرد الاعتبار لمبادرة السلام السعودية التى طرحها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز فى القمة العربية التى عقدت فى بيروت 2002 التى ترتكز على منح الفلسطينيين دولتهم وفقاً لحل الدولتين كشرط لتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل.

الجدير بالذكر أن موقف الأمير تركى جاء ليتفق مع موقف مجلس الوزراء السعودى الذى أعاد التأكيد مؤخراً على موقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية، وموقف الملك سلمان الذى أكد أن القضية الفلسطينية قضية عربية أساسية، وأن السعودية لم تتوان فى الدفاع عنها، وهو الموقف الثابت الذى لا تحيد عنه. ولا شك أن الغضبة التى أطلقها الأمير تركى الفيصل ضد إسرائيل كانت شديدة وقوية وصادمة للكيان الصهيوني. إنها الكلمة الصادقة الوافية التى تعد جرداً للحساب مع الكيان الصهيونى الغاصب المدمر والغارق فى العنصرية البغيضة.