عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

رؤية

جاء في مقال هام للكاتب الكبير" زياد بهاء الدين" بجريدة" المصري اليوم " توجيهه دعوة مفادها أنه يمكننا على الأقل الاتفاق على مفهوم مدنية الدولة الذى أصابه الكثير من التخبط وحمايته مما اختلط به من مفاهيم، ويمكننا المطالبة بتطبيق النصوص الدستورية الخاصة بحماية المساواة ونبذ التمييز، والسعى لتشكيل لجنة وطنية مستقلة لهذا الغرض، والإلحاح على صدور قانون حماية المساواة، ويمكننا أيضا التفاعل على الأرض مع ممارسات التمييز الواقعة أمامنا جميعا ولو فى أضيق الحدود المهنية والشخصية، وأن نشجع وندعم معنويا من يتمسك بالحق فى هذا المجال .التيار المدنى لا يحتاج موافقة الدولة- وبالتأكيد لا يحتاج مباركة دولية- كى يسترد عافيته، ولكن يحتاج بعض الثقة والشجاعة والاستعداد للتعاون مع الآخرين ولتجاوز الخلافات السابقة والتفاعل مع قضايا الناس ومشاكلهم، ولو فى حدود المساحات المتاحة.

وسأل الكاتب : هل تلقى هذه الدعوة قبولا ممن لا يزال لديهم تمسك بحلم الدولة المدنية؟

لن أنسى مقولة القيادى الإخوانى البارز صبحى صالح، واللى نسى هو مين ودوره إيه فى زمن الذهاب إلى حكم الإخوان أذكرهم .. فهو عضو لجنة “ البشرى “ لوضع التعديلات الدستورية بعد ثورة 25 يناير( بداية صعود المنحدر الإخوانى وفق تعريف “مرسى” العجيب، وبداية إعلان النوايا السوداء من أول خطوة بعد الثورة ).. قال صالح ذات مرة بحماس المنتمي الإخواني “ أسأل الله أن يتوفانى على الإخوان "، وبالطبع هى فى أصل المقولة التي اقتبس منها مقولته “ اللهم أمتنا على الإسلام “، وكأنه يتحدث عن دين جديد ولكن وبسرعة قام إخوانى آخر فهلوى بإخراجه من المأزق، فقال “ مع تحفظى على طريقة قوله ذلك ، ليس المقصود منها إن الإخوان ديانة والعياذ بالله ، ولكن الإخوان وسيلة لنصرة هذا الدين وهو يرى في الجماعة السبيل الأمثل ، فدعا الله أن يعمل لدينه حتى آخر لحظة فى حياته “.

ذكرتني تلك الحكاية الإخوانية  بمقولة “ فولتير “ المفكر الفرنسى المرموق ( 1694- 1778 ) ، التي  كتبها كوصية له وهو فى أيامه الأخيرة “ إن فولتير يموت على عبادة الله وكراهية الكهان “ رداً على تدخل ووصاية الكنيسة والتي أعلن رفضها فى زمانه ، ولأن « فولتير » كانت من قضاياه الرئيسية المطالبة بحرية التعبير والتسامح الدينى ، فقد خاض معارك هائلة مع السلطة المتمثلة في الكنيسة ، وكان لفكره وفكر أقرانه من المفكرين والمصلحين الأثر والدور الهام لتحريك وتفعيل الثورة الفرنسية ، وكان الملك لويس الخامس عشر قد أصدر قراراً بمنع دخوله لفرنسا وحَرمت الكنيسة وجود كُتبه واعتبرته هرطيقاً مخربا للعقيدة الصحيحة وهادماً لتعاليمها. وبعد سجنه الثانى فى الباستيل أخرج منه بشرط أن يذهب باتجاه بريطانيا، وعجبه أن فيها أكثر من ثلاثين مذهباً دينياً بدون قس واحد ، ومن أشهر شعاراته « اسحقوا عار التعصب الدينى » تعقيبا على ما شاع حول حكاية حب بين شاب كاثوليكى وفتاة بروتستانتية ، وكان هذا سببا كافيا لمنع زواجهما .

من أجل سحق مفاهيم أهل التعصب الديني أشاطر “زياد بهاء الدين” في دعوته للإسراع في خطوات الوصول لتحقيق هدف أن نعيش جميعا في ظل “ دولة مدنية “ ..

[email protected]