عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف الأفكار

 

 

 

بين الصحافة والسياسة يوجد خيط رفيع، فهما وجهان لعملة واحدة، هى الرأى العام وضرورة تبصيره بحقائق ما يجرى حوله من أحداث وأخبار، فالسياسى وزيرا كان أو محافظا او حتى مسئولا صغيرا، يعمل فى خدمة المواطن، ومهمته الأساسية هى حل مشاكله وتسيير سبل حياته فى إطار سياسة الدولة ودستورها.

أما الصحفى فدوره الأول وشاغله الأخير، هو إخبار الرأى العام بالمعلومة الصحيحة، وإحاطته بما تقوم به الحكومة لصالحه وكذلك ما يجرى فى المجتمع من أحداث باعتبار أن الصحافة مرآة مجتمعها.

وبقدر توافر المعلومات وإتاحتها تنشط  الصحف ويتعاظم تأثيرها، وفى غياب ذلك يلجأ الصحفى للتخمين والتوقع  والاجتهاد، فتارة قد يصيب وفى الأخرى يقع فى التجاوز بسبب غياب المعلومة أو حجبها.

تجسيدا لما سبق ما حدث بين صحفى وزارة الآثار ووزيرها الدكتور خالد العنانى عندما خاطبهم بطريقة غير لائقة خلال الكشف الأثرى الأخير بسقارة قائلا..(دى طريقتنا واللى مش عاجبه مشفش وشه تاني)  ردا على تساؤلاتهم للحصول على أكبر قدر من المعلومات.

واذا كنا نشهد للوزير بالكفاءة والنجاح فى العديد من الاكتشافات، فإن على الوزير ألا يغفل أن الصحافة هى التى نجمته أمام الرأى العام بترويج أخباره واكتشافاته، لذلك ما كان يجب (نهر) الصحفيين الذين أقسموا على نشر الحقيقة، ولا هدف لهم سوى نقلها للقارئ باعتباره سيدهم، خاصة اذا كانت المعلومة تتعلق بثروة مصر الأثرية، أى شأن عام  وليست مسألة شخصية يجوز لمعالى الوزير حجبها.

ووفقا للدستور وقانون ممارسة المهنة، فمن حق الصحفى أن يمارس دوره بحرية تامة وشفافية مطلقة طالما الأمر يتعلق بقضايا عمومية، ورحم الله وزراء الزمن الجميل الذين كانوا يحرصون على علاقات الود  والتواصل مع الصحافة، لا خوفًا منها وإنما احترام لدورها فى خدمة الوطن.

صحيح أن الوزير قد أبدى اعتذاره لاحقًا، ونحييه على شجاعة الاعتذار، كما نحيى الصحفيين الذين انتفضوا لحقهم بمذكرة لنقابتهم، التى ساندتهم ببيان واضح وحاسم أكدت فيه على حقهم فى ممارسة العمل بحرية وتجرد.

ويبقى الأمل أن يكون اللقاء المنتظر للم الشمل بين الوزارة والصحفيين، رسالة واضحة لمعظم المسئولين فى التعامل مع أبناء صاحبة الجلالة بدلا من أن يخطئ الوزير ثم يبدى اعتذاره.

* قبل الختام *

حادث أتوبيس مدرسة الجيزة الذى وقع  أمس الأول وأصاب ٧٤ تلميذاً بالرعب والجراح نأمل ان يكون الأخير فى ظل وعود وزارة التعليم بإجراء تحليل المخدرات للسائقين والتأكد من سلامة الأتوبيسات قبل تشغيلها بدلًا من أن نفاجأ بخسائر مؤلمة فى حادث جديد.