رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا




 

ازور مدينة الأقصر منذ عام ١٩٩٦ .. وعلى مدى هذا التاريخ لم تنقطع زياراتى لها وتواصلى مع أهلها ما بين رحلات خاصة وزيارات عمل وحضور مؤتمرات. ومن يريد أن يرى الخير فى مصر فليذهب إلى الصعيد وخاصة الأقصر التى وهبها لها من جمال الطبيعة والامكانيات ما لن تجده فى مكان آخر بالعالم.
٢٤ ساعة قضيتها مؤخرا  بين ربوع الأقصر فى زيارة سريعة حضرت فيها جانبا من احتفال دير مارجرجس بالرزيقات، وهو احتفال سنوى مهيب يعقد خلال الفترة من ١٠ إلى ١٧ نوفمبر تحت رعاية البابا ويشرف عليه نخبة من أبرز قيادات الكنيسة: الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، والانبا يوأنس أسقف أسيوط، والانبا مرقس مطران شبرا الخيمة.
احتفال هذا العام جرى وسط ما فرضته أزمة كورونا من أجواء خوف وحرص.. إلا أن ارتباط  أهل الصعيد بهذه المناسبة الغالية كان أقوى من اى مخاوف، وعقد الاحتفال فى موعده السنوى المعتاد دون اى تغيير باستثناء إلغاء المبيت وحظر إقامة الخيام واقتصر الأمر على الزيارة .
سيمفونية رسمية وشعبية مبهرة تضافرت جهود أطرافها لكى يستمر الاحتفال دون انقطاع.. رجال الشرطة والأمن بذلوا جهدا مخلصا لتأمين الدير، والمواطنون تعاونوا بحب واصرار فى الا يسمحوا لأى منغصات أن تفسد عليهم فرحتهم التى ينتظرونها من السنة للسنة.
وأكثر ما ابهرنى هو ما ابلغنى به الأنبا بيمن من أن نحو ٣ آلاف شخص قاموا على خدمة هذا الاحتفال الهام بعيد مارجرجس اغلبهم من المسلمين .. حيث تلاقى الجميع تحت مظلة المحبة فى الرزيقات.
فى الطريق من الأقصر إلى ارمنت حيث يوجد الدير لفت نظرى هذا الكم الهائل من الفنادق والمطاعم العائمة التى تقف وحيدة خاوية من الزائرين.. وكان الله فى عون أصحابها.. وداخل الأقصر توجد عشرات المنشآت السياحية التى أنفق عليها مليارات الجنيهات.. إنها ثروة مصر المعطلة منذ ٩ سنوات.. لانه منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ لم تقم للسياحة قائمة .. نعم عادت السياحة بعدها ولكنها كانت عودة متقطعة.. ثم حلت جائحة كورونا وضربت السياحة فى العالم كله.
غير أن كل هذا لا يمنع من التفكير الجاد فى إيجاد حل.. الأقصر كنز  معطل.. واهل الأقصر يعيشون تاريخيا على السياحة.. لقد رايت المعاناة على وجوه الناس وسمعتها من الكثيرين.. وأصحاب المنشآت السياحية هم أكثر المتضررين، حتى أن بعضهم يضطر لتسييل أصول ثابتة للانفاق على مصاريف الإبقاء على منشآتهم مفتوحة لان إغلاق اى فندق بمثابة قرار اعدام له.
وأرى أن الحل- وإلى أن تعود السياحة الخارجية- يجب أن يدور فى عدة محاور أولها أن يتم انشاء صندوق لتقديم مساعدات عاجلة للمنشآت التى تكافح من أجل البقاء، ويكون هذا الدعم فى صورة سداد مرتبات العاملين بها.
وثانى هذه الحلول يكمن فيما نادينا ونادى به الكثيرون بضرورة تشجيع السياحة الداخلية.. وهذه قضية حساسة يجب أن يتصدى لها من يقف على تفاصيلها.. والبداية تتمثل فى توفير وسيلة مواصلات مريحة وبسعر مناسب .. وعلى سبيل المثال لا أفهم ولا أتفهم كيف يصل يصل سعر تذكرة الطائرة للاقصر إلى ٣٧٠٠ جنيه وربما أكثر.. ذهابا وايابا؟ هذا رقم مغالى فيه مقارنة بأسعار الطيران محليا فى أغلب دول العالم.. حيث لا يتجاوز أعلى سعر تذكرة فى الولايات المتحدة رقم ٥٠٠ دولار فى رحلة داخلية تصل مدتها إلى ٤ ساعات من الشرق إلى الغرب الأمريكى.. ولا تقولوا ان ٥٠٠ دولار تعادل ٨٠٠٠ جنيه مصرى.. الدولار هو وحدة التعامل هناك.. وهذا الرقم يعادل ٥٠٠ جنيه مصرى وربما أقل.
أقترح على وزير الطيران أن يسمح لشركات الطيران الخاصة بتشغيل رحلات للاقصر ولا يقتصر الأمر على مصر للطيران.. ففى المنافسة افادة للجميع وأولهم المواطن.
وأناشد وزير النقل بإلغاء غرامة ال٤٠ جنيه التى يتم فرضها على من لم يجد تذكرة واضطر لركوب القطار المكيف.. والاهم أن يتحلى "كمسارية" القطارات المكيفة بشئ من الإنسانية فى تعاملهم مع الناس.

[email protected]