رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

تاريخ ترامب الأسود سلط عليه الأضواء، فظهر اليوم كبطة عرجاء بعد أن خسر جولة السباق أمام بايدن. أسباب خسارته كثيرة تتصدرها حماقته وعنجهيته وغباؤه، وهو ما جعله مناهضًا للجميع، فلم يكن على وفاق مع السى آى إيه، ولا مكتب التحقيقات الفدرالى، ولا البنتاجون، ولا كبار قادة الجيش، ولا المسئولين فى الإدارة، ولا حكام الولايات الأمريكية، ولا المهاجرين والسود. شراسته وتمرده أوصلاه إلى ذلك، بالإضافة إلى ما أوهمه به بعض المنافقين من الكنيسة الإنجيلية بأنه المسيح المنتظر، وأنه مرسل من عند الرب ومخلص أمريكا والعالم من الشر، فمضى بفرض العقوبات على الشعوب الفقيرة وفى المقابل بمنح العطايا لإسرائيل. ولهذا مل الأمريكيون منه ومن أفعاله وسياساته. وانعكس هذا على المشهد الأمريكى فرأينا صورة انتخابات رئاسية مغايرة لما اعتادت الولايات المتحدة عليه. صورة شبيهة بالانتخابات التى تجرى فى دول العالم الثالث.

تغييرات طارئة حدثت بأمريكا أكدت للعالم بأنها ليست الجنة أو المدينة الفاضلة التى يصورها البعض، فهناك الجرائم والآفات الاجتماعية والفساد والرشاوى والتعدى على حقوق الآخرين والعنصرية المقيتة والكراهية. ولقد تجلت هذه الصورة اليوم وكشفها ما جرى من مخاز فى جولة الانتخابات الرئاسية التى خسرها ترامب المهووس بالسلطة رغم ما قاله قبل أشهر من الآن بأنه رئيس أمريكا مدى الحياة. غير أن سياساته الحمقاء وانحرافه عن النهج الأمريكى التقليدى غير المشهد كلية ليصب فى غير صالحه.

ظهرت أمريكا اليوم فى ثوب جديد لم تعد ساحة للمساواة والتعايش بين مختلف الأعراق والأديان فى ظل حماية قانونية صارمة. أمريكا اليوم دخلت طورًا جديدًا بعد أن ظهر الصراع على السلطة بهذه الشراسة. أججه ترامب لتشبثه بها وغطرسته وفوقيته وابتزازه. ظهرت الانتخابات الأمريكية بشكل مغاير لما كانت عليه فى الماضى، فلقد اتسمت تاريخيًا بالمصداقية والسلاسة والوضوح، ولكنها اليوم على النقيض من ذلك، حيث تغيرت نحو الأسوأ، فكانت أولى البوادر الصراع الشرس والخطير على السلطة من أجل الوصول إلى البيت الأبيض وهو ما عكس صورة مغايرة للولايات المتحدة، فرأينا عنصرية متأصلة فى مجتمع تدعى قياداته بأنه رمز للحرية والديمقراطية فى العالم، ورأينا بداية تمزيق لهذا المجتمع العنصرى من كافة النواحى الدستورية والقانونية والسياسية.

نجاح «جو بايدن» لا يعنى بأن الوضع سوف يتحسن، كما أن بقاء ترامب لم يكن ليعنى الاطمئنان، وعليه سواء اضطلع ترامب أو بايدن بالحكم، فالصورة بالنسبة لعالمنا العربى والإسلامى ستظل كما هى، حيث تظل مناصرة أمريكا لإسرائيل قائمة ويظل دعمها لها بكل ما تملك، أى أن ترامب ليس استثناء عن القاعدة فى انحيازه الكامل لإسرائيل وتواطؤه مع نيتنياهو للسيطرة وضم الأراضى والتطرف بأبشع صوره. وعليه فليست هناك مدعاة للمراهنة على الجمهوريين أو الديمقراطيين لأن كلًا منهما سيكون حريصًا على أمن إسرائيل لكون هذا يصب فى مصلحة الولايات المتحدة الاستراتيجية فى المنطقة وهى الأساس فى أى تحرك.