عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

أصيبت إسرائيل مؤخرًا بالقلق والرعب من جراء انتهاء الحظر الأممى المفروض على شراء ايران وبيعها أسلحة تقليدية متطورة اعتبارا من مساء 18 أكتوبر الجارى، وهو ما يعنى رفع الحظر الذى فرض على ايران منذ عام 2007. القرار وجه صفعة قاصمة لأمريكا التى سعت جاهدة لتمديد الحظر مرتين فى مجلس الأمن. زاد من ألم الصفعة المرارة التى سكنت أمريكا من جراء تخلى الأوروبيين ومعظم أعضاء مجلس الأمن عنها. وبذلك اعتبر انهاء الحظر فى حد ذاته هزيمة كبرى لأمريكا ومصدر قلق عارم لإسرائيل. ولهذا سرت أنباء تتحدث عن مفاجأة قد تقوم بها أمريكا بالتعاون مع إسرائيل تتمثل فى شن عدوان على ايران.

أما ايران فيسكنها اليوم شعور بالانتصار لهذا الإنجاز الذى تحقق لها بعد ثلاثة عشر عاما، والذى جاء كثمرة لصمود الدولة ولجهودها الدبلوماسية الحثيثة من أجل رفعه. وفى المقابل كان من الطبيعى أن يؤدى قرار رفع الحظر إلى إطلاق يد ايران فى شراء الطائرات الحربية مثل (سوخوى 30، 35) بالإضافة إلى مروحيات روسية هجومية وطائرات صينية (جى عشرة)، بالإضافة إلى الدبابات المتطورة مثل دبابة (تى 90 الروسية). وفضلاً عن ذلك فإن قرار رفع الحظر من شأنه أن يؤدى إلى السماح لإيران ببيع أحدث انتاجها العسكرى من الصواريخ المتطورة والزوارق السريعة، الأمر الذى سيعوض ايران ماديا ويوفر لها دخلاً هى فى أمس الحاجة إليه لمجابهة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ سنوات، كما يعوضها عن تراجع عوائد النفط.

رفع حظر السلاح عن ايران حدا بالولايات المتحدة وإسرائيل إلى تهديد ايران من جديد، فرأينا وزير الخارجية الأمريكى بومبيو يهدد بفرض عقوبات على أى طرف يساهم بتزويد ايران بالسلاح أو يتعاون معها فى المجال العسكرى. ورأينا وزير الحرب الاسرائيلى» بينى غانتس» يصرح بأنه سيولصل اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للحيلولة دون توسع ايران فى التسليح، بل ومضى فناشد الدول بأن تنضم لإسرائيل لاتخاذ كل التحوطات فى هذا المجال. والأمر ليس بالجديد على إسرائيل فمنذ سنوات طوال استمرت فى التهديد بضرب إيران وتدمير مفاعلاتها النووية وبنيتها التحتية وهو ما لم تجرؤ حتى اليوم على تنفيذه لكونها تدرك أنها إن أقدمت على فعل ذلك سيجلب عليها ردود فعل قد تنتهى بتدميرها وجوديا.

وفى المقابل صمدت إيران أمام الحظر الذى فرض عليها منذ 2007، وانعكس هذا عليها إيجابا لكونه دفع بقياداتها إلى الاعتماد على النفس والشروع فى تطوير صناعة عسكرية متقدمة بدءا بالطائرة المسيرة والتى تعتبر من أكثر الطائرات تطورا فى العالم، ومرورا بإنتاج ترسانة صواريخ متنوعة الأبعاد والأحجام وعلى درجة عالية من الدقة، وهو ما أدى إلى نجاح ايران فى وضع قمر صناعى فى الفضاء، وانتهاء بدبابات وغواصات وزوارق حربية سريعة غير معرضة للرصد من قبل الرادارات. اليوم ستسارع روسيا بتزويد ايران بمنظومة(إس 400، وربما اس 500) الأكثر تطورا. كما أن الصين تستعد لتوقيع اتفاق شامل مع ايران يكون جوهره استثمار 400 مليار دولار فى مشاريع البنى التحتية لا سيما الشق العسكرى منها. ولهذا قد تقول ايران اليوم رب ضارة نافعة، فقرار الحظر انعكس عليها بالإيجاب ودفعها للاعتماد على النفس والشروع فى تطوير صناعة عسكرية متقدمة.