عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كلما مر الوقت يدرك الرأى العام المصرى بطوائفه، الحجم الحقيقى لأطرافٍ وكيانات ناشئة وأفراد متفرقين هنا وهناك، دأبوا فى محاولاتهم البائسة لزعزعة الأجواء على نسجِ مشاهدَ واهية بأساليبَ عقيمةٍ ومعتادة، الأمرُ الذى لم يعد بحاجةٍ لقراءةٍ أخرى بعد أن استوعب المصريون درسًا تلقائيًا من مدرسةِ وعيهم وفطنتهم، مفادُه أنها أصواتٌ تملؤها الشوائبُ وتمثلُ قرعاً لبراميل فارغة من إعلامٍ يطفو على بركةٍ آسنة، مصدرها شخص تجرد من كل معنى الوطنية والشرف، والملعب المُهيأ هو قناةِ الجزيرة وقنوات الإخوان الممولة من قطر ومقرها تركيا، لمحاولة خلق بيئة لإثارة الشغب فى الشارع المصرى.

فأى إعلامٍ هذا الذى يعتمد على مصدر بلا مصداقية ولا شعبية ولا اسم يعتد به وهو المقاول الهارب والفنان المغمور (محمد على)، الذى جاءت أحاديثه المبتذلة الرخيصة على هوى من هم على شاكلته حاقدين كارهين لوطنٍ كم شعروا بالعقدِ النفسية الممتدة معه، وكم شعروا بالتقزم لأنه الحقيقة التى تؤكده نفخهم فى قِربِهم المثقوبة.

منشورات صوتية وصورة مفبركة ومضحكة فى الوقت ذاته، شائعاتٌ هنا وهناك، صراخٌ قميء، تحريض مستمر، استغلال لأحداث وأنشطة وإجراءات معلومةٌ بالضرورة وللضرورة، ومحاولة قلب الطاولة بقلب الحقائق، سعى لركوب الموجة بعد تعكيرها.. وجميعها محاولات دائما ما تنتهى بفشلٍ ذريع على الرغم من الميزانيات الكبيرة التى تُضخ لمحاولة زعزعة هذا الوطن من قِبل بلداءٍ لا يفقهون من الحياةِ سوى أنهم أقزام، لكنهم لم يستوعبوا أن الشعب الذى يخاطبونه قد لفظهم بلا رجعةٍ وأدرك مساعيهم الخائبة، فكان شعبًا نقيًا ونابهاً فكان كيدا وطنيا رُد فى نحورِ هؤلاء الكارهين لأنفسهم.

ولعلنا نتساءل عن قيمة المصدر الذى يعتمد عليه هؤلاء فى توجيه حرابهم السامة لوطن كان دائما أكبر من تاريخهم ومن أحلامهم، وصار المدعو المقاول الهارب، كلمة سرهم المثيرة للسخرية والضحك معًا، خصوصًا فى ظل وقوف مؤسسات إعلامية خلف نداءاته التى ليس لها أى أصداء، لأنها بالأساس تفتقر إلى الصوت، وليس عجيبًا أن تقترن هنا أسماء كيانات بأفراد، فلا تجد فارقا بين الدوحة ومحمد على وأنقرة وذيول جماعة إرهابية صارت لهم نوافذ عويل، تذكرنا بنائحات الزمن الغابر اللاتى كان يتم استئجارهن لصراخ على ميت، وقد مات لهؤلاء ضميرهم أولا، وتبعه حلمهم غير المأسوف عليه فى رؤية شقاق وفوضى فى وطن بالقطع أكبر من كل حلم وأعرق من التاريخ.

ومن هنا نجنى درسًا كبيرا مستفادًا يسطره هذا الشعب، الذى لم يزل بالقطع يعاني، ويتحمل وحده تبعات إصلاح ما فات من حقبٍ سالفة، ورُغم ذلك يعى تمامًا وبقدر أكبر مما يتصوره المغرضون، أهداف هؤلاء غير الشريفة، فيضرب بالتغاضى عن الدعوات الفارغة أبلغ مثالاً فى حب الحفاظ على قيمة الوطن، ليواصل كفاحًا ممتدًا نحو البناء.