رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

جامعة المنصورة صرح علمى كبير يتشرف أى دارس وباحث بالانتساب له، حيث تشهد قاعات هذه الجامعة بحثًا علميًا حقيقيًا أسهم فى حل الكثير من مشكلات المجتمع، وأهم ما يميز بحوث جامعة المنصورة ارتباطها الوثيق باحتياجات المجتمع، ولهذا حققت المرتبة الثانية علميًا بعد جامعة القاهرة على مستوى مصر، وجاءت فى الترتيب الخامس عربيًا. والمؤكد أن هذه المنظومة ما كان لها أن تبلغ هذه المنزلة لولا وجود قيادة رشيدة تتمثل فى الدكتور أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة وهو طبيب وعالم جليل نجح فى أن يقود دفة العمل فى هذه الجامعة الحيوية بكل كفاءة واقتدار.

غير أن هذا النجاح لا يعنى أننا نعيش بين الملائكة أو فى المدينة الفاضلة، فلكل نجاح أعداؤه، ولكل ناجح حاقدون عليه، وإذا أردت أن تعرف أهمية أى إنسان انظر إلى من يحقدون عليه ويسعون للنيل منه، لأنه لو لم يكن ناجحًا لما كان مستهدفًا.

فى هذه السطور أتحدث عن مأساة يتعرض لها عالم وأستاذ من أساتذة الإعلام فى مصر والوطن العربى وهو الدكتور عبدالهادى أحمد عبدالهادى النجار أستاذ الصحافة بكلية الآداب جامعة المنصورة. والدكتور عبدالهادى يعد أحد أبرز أساتذة الصحافة وله تلاميذه من المحيط للخليج، وله إسهامه العلمى الذى يُشار له فى البحوث الإعلامية حيث أشرف على أكثر من 220 رسالة دكتوراه وماجستير فى جميع الجامعات المصرية.

وما لا يعلمه أحد أن الدكتور عبدالهادى النجار أستاذ الصحافة ما زال يقيم فى منزل والده فى إحدى قرى محافظة الشرقية، وليس له أى مسكن بالمنصورة، كما لا يمتلك سيارة خاصة، وهو من العلماء القلائل الذين نذروا أنفسهم للبحث العلمى ولا يسعون فى طلب المناصب، فعندما صدر قرار بتعيينه عميدًا لكلية الآداب جامعة السويس اعتذر فى نزاهة وإباء لظروف صحية استدعت جراحة مفاجئة تاركًا الفرصة لزميل آخر ليتولى المنصب.

الدكتور عبدالهادى النجار تعرض مؤخرًا لشكوى كيدية تقطر غلًا وحقدًا تتهمه باعتماد رسائل للتسجيل دون العرض على القسم، وهو أمر يتعلق برئيس القسم المسئول، إذ أن دوره كمشرف على الرسالة يقتصر على الموافقة على خطة الباحث وموضوع بحثه للتسجيل من الناحية العلمية فقط دون أن يمتد إلى أى إجراءات إدارية.. حيث تتحرك الرسالة بعد موافقة المشرف على الإشراف عليها إلى مجلس القسم لاعتمادها وهذا دور المجلس ورئيسه، ثم إلى إدارة الدراسات العليا لاعتمادها من لجنة الدراسات العليا والتى تتبع وكيل الكلية للدراسات العليا، ثم تعتمد من مجلس الكلية، وبعد ذلك يعتمدها نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث. وبعد ذلك يتم تسجيل الخطة على المنظومة الخاصة بالجامعة. إذن المسئولية الأولى هنا تقع على عاتق رئيس القسم باعتباره المسئول الأول عن المسائل الإدارية بالقسم.. وهل من المنطق والضمير أن يكون توقيع الأستاذ الجامعى على الخطة بمثابة مسئولية عن تلك السلسلة من الخطوات؟ أم أن دوره يقف فقط عند الحلقة الأولى بتقرير صلاحية الموضوع من عدمه.

الدكتور عبدالهادى النجار يتعرض لعملية اغتيال معنوى مكتملة الأركان.. اغتيال لواحد من أبرز أساتذة الإعلام ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى.. وهو جزء لا ينفصل من عملية ممنهجة لتصفية الكوادر العلمية.

هذه السطور أضعها أمام العالم الجليل الرجل الحاسم والحازم الدكتور أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة وأثق أنه لن يقبل بهذه المهزلة، وأناشده برد اعتبار الدكتور عبدالهادى النجار وتكريمه، وهذا أقل ما نتوقعه تكريمًا لأحد أعلام وعلماء مصر.

[email protected]