رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

سلالم

بعض الأحلام تبدأ كلاما. تُنسج كعبارات رنانة، وتُكرر كأفكار براقة، وتكسب أنصارا ومساندين كل يوم، حتى تنبت فجأة فى تربة الواقع، وتتشكل لتُصبح حقيقة. وهناك أحلام تولد كشعارات، لا تتجاوز بضعة كلمات تُركب معا بغرض تقديم صورة إيجابية زائفة، ليس لها أساس حقيقى على الواقع، ولا تلبث أن تذبل، وتُنسى، وتتلاشى كسراب.

أقول ذلك وأنا أتابع بوعى مبادرة الدولة للوصول برقم الصادرات المصرية إلى مئة مليار دولار، وهو حلم قومى يُمثل تجسيد حقيقى لنجاح اقتصادى غير مسبوق. أن تتحول هذه العبارة إلى حقيقة وواقع، يعنى أن تتولد الملايين من فرص العمل، وتحسن أوضاع أسر مصرية، واجتذاب رؤوس أموال من مختلف بلدان العالم للفوز بفرص التصدير. أن يتحقق الحلم يعنى أن يتجاوز الاقتصاد الوطنى معدلات نموها التقليدية، وترتفع القدرات التنافسية للشركات المصرية والأجنبية فى مصر، وتدخل مصر نادى الدول المصدرة، وتصبح رقما فاعلا فى الاقتصاد العالمى.

لو تم الحلم، وتجاوزت الكلمات توصيف «المبادرة» و«المستهدف» وصارت حقيقة، فإن ذلك يؤكد أن هناك عقول واعية، ومؤسسات راشدة، وهمم متحفزة، وإرادة حية للتطور والتقدم.

 لكن أن ظل الحلم حلما مؤجلا، طرحا خاويا من برامج عملية، شعارا مكتوبا ومتداولا لا يعكسه واقع، فإنه فى هذه الحالة سيدخل ضمن شعارات فارغة سبق عرفناها وشهدناها فى أزمنة سابقة من عينة «الإنتاج الصناعى من الإبرة إلى الصاروخ» الذى أطلقته الحكومة المصرية خلال الستينات، أو «إنتاج بلدك خيره لولدك» الذى أطلق مع الألفية الجديدة، أو حتى شعار «التصدير حياة أو موت» الذى سبق وأطلقه الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

إن الأمانة تقتضى أن نقول أن بعض الأحلام المؤجلة، التى انطلقت فى السنوات الأخيرة تحققت بالفعل وتحولت إلى واقع عملى، وحسبنا أن نشير إلى أن أحدا لم يكن ليصدق أن تقتحم الدولة ملف العشوائيات، وتحول مناطق متدهورة الخدمات، متخمة باللا نظام واللا قانون إلى جنان وحدائق، وترسم حيوات أرقى وأنسب لفقراء فى مشروعات مثل مشروع الأسمرات.

 كان حلما من خيال أن تنفض مصر نظامها التعليمى التقليدى، وتُعيد رسم عقول الصغار، لتصبح قادرة على استيعاب الآفاق الجديدة والتطور المذهل فى العالم شرقا وغربا.

كان مرض الالتهاب الكبدى، بفيروس «سى» يطارد المصريين ويأكل أجسادهم خلية خلية، وكانت مصر البلد الموبوء الأول فى العالم فى هذا الشأن، حتى إن أحدا قبل سنوات قليلة لم يكن يتصور أو يصدق أن يأتى يوم ليس فيه مريض بالفيروس، وكان مجرد طرح الفكرة يثير سخرية البعض الذى اعتاد سماع أطروحات مستحيلة.

كانت هناك كثير من الأحلام والأمانى التى نرجح وفق ما اعتدنا عليه صعوبة تحولها إلى حقائق، لكن الواقع العملى أثبت أن هناك إرادة تحد، مؤمنة بأن الوعود والآمال ليست مجرد شعارات وليست كلاما أجوف، وإنما هى فكر وجهد وإصرار وعظيمة.

لذا، فإننى أصدق أن نحقق ما تستهدفه الدولة من الوصول بالصادرات إلى مئة مليار دولار، وأعتقد أن مشاورات ومحاورات وأفكار ومقترحات وافتراضات ستطرح وتناقش للوصول إلى برنامج عملى للتصدير. إننا فى حاجة إلى مشروع لا شعار.

والله أعلم.

 

 

[email protected]