هذه الدنيا
أتابع أداء اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة منذ أن كان مديرًا لأمن العاصمة، وقد نجح فى أن يقدم تجربة فريدة فى علاقة المواطن بأقسام الشرطة قوامها الوضوح فى العلاقة بين الطرفين، فالقانون هو الذى يسود منذ اللحظة الأولى التى يدخل فيها المواطن قسم الشرطة.
والقاهرة ليست مجرد عاصمة عادية لدولة، بل هى واحدة من أهم عواصم العالم، ومحط أنظار الرأى العام العالمى من حيوية دور مصر كدولة محورية فى الشرق الأوسط، ولا نبالغ إن وصفنا القاهرة بأنها «عاصمة الشرق»، فكم ملايين من البشر اتخذوها وجهتهم المفضلة، بين من قصدها طلبًا للعلم، ومن جاء إليها ملتمسًا العلاج فى صروحها الطبية، ومن رآها أفضل مكان يأوى إليه هربًا من صراعات مريرة وويلات حروب تمزق بلاده.
القاهرة تفتح أحضانها لكل هؤلاء دون أن تشكو أو تئن بفضل عمل دؤوب تتواصل فيه ساعات الليل بالنهار يقوم به جهازها التنفيذى بقيادة اللواء خالد عبد العال محافظ العاصمة.
والقاهرة التى أسسها القائد جوهر الصقلى فى السادس من يوليو 969م تبلغ من العمر الآن 1051 عامًا، أى أنها محافظة عريقة، ولكنها تحافظ على شبابها، وتجمع بذكاء بين الأصالة والعصرية بفضل مشروعات تجعل منها واحدة من أجمل مدن العالم، وعاصمة رائدة ومقصدًا عالميًا للسياحة والثقافة والفنون ومركزًا لالتقاء الأعمال والتجارة والفنون، وقد عُرفت القاهرة تاريخيًا باسم مدينة الألف مئذنة، والواقع يشير إلى أن هذا المسمى يجب أن يتغير لتصبح مدينة «الألفى» مأذنة حيث تنتشر المساجد التى تعبر عن مراحل تاريخية متعددة بما جعل مآذنها تتجاوز رقم (1000) حيث تضاعف هذا الرقم الآن، وتتعانق مآذن المساجد ومنارات الكنائس فى مشهد حضارى فريد لن تراه فى أى مكان بالعالم غير القاهرة.
طالعت مؤخرًا تقريرًا عما تشهده «القاهرة» من مشروعات تنموية، والشاهد فيها أن القاهرة ليست مدينة النشاط الواحد، فإذا تناولنا قطاع السياحة يمتد العمل على محاور كثيرة لتنشيط سياحة المهرجانات والمؤتمرات والندوات وتطوير المناطق والمتاحف الأثرية والحرف التراثية وإعادة إحياء القاهرة الخديوية وعمل خرائط خدمات وتطوير الكثير من الشوارع والمحاور مما لن تتسع هذه المساحة لسرده. وفى مجال المشروعات التنموية تشهد القاهرة تنفيذ مشروعات فى مجالات الصحة والتعليم والطرق والنقل والكهرباء والشباب والرياضة والمياه والصرف الصحى والغاز تقدر قيمتها بنحو 224٫5 مليار جنيه.
وبالتوازى مع ذلك يتم التعامل مع التحديات التى تواجه القاهرة فى العديد من الملفات وأبرزها ملف «العشوائيات» من خلال مشروعات طموحة وأبرزها مشروع حى الأسمرات، ومشروع روضة السيدة زينب.. حيث تشير التقارير إلى أن مساحة المناطق العشوائية فى نطاق القاهرة تقارب الألف فدان أى حوالى 40% من مسطحها الحضرى، لذلك تسابق محافظة القاهرة الزمن لتطوير هذه المناطق وإخلاء العاصمة منها، مع مواجهة البناء المخالف ومنع ظهور عشوائيات جديدة.
وترتكز خطة تنمية الاستثمار على مشروعين رائدين هما: مشروع مدينة الجلود بالروبيكى، والمنطقة الصناعية للرخام والجرانيت.
ولحل مشكلة الازدحام المرورى تم تنفيذ العديد من المشروعات التى تسهم فى الحد من هذه المشكلة أبرزها محور روض الفرج الذى تم افتتاحه فى مايو 2019 ويربط شمال وشرق القاهرة والقليوبية والطريق الدائرى بمناطق غرب القاهرة عند طريق مصر الإسكندرية الصحراوى ومدينتى السادس من أكتوبر والشيخ زايد وصولا إلى مطروح والعلمين دون المرور بقلب القاهرة.
إن الأمانة الصحفية تحتم علينا – كما نمارس حقنا فى النقد – أن نرصد أيضًا النماذج المتميزة فى العمل العام.. وتحية من القلب للواء خالد عبد العال محافظ القاهرة.. ولفريق ضخم من الجهاز التنفيذى يعمل بلا كلل للحفاظ على رونق عاصمة الشرق.