شواكيش
> ما يحدث فى أيامنا من الغش والخيانة والقتل وشهادة الزور وارتكاب المُحرمات يرجع لأزمة الضمير الإنسانى الذى فقد صلاحيته فى زمن مادى بغيض اختلط فيه الحلال بالحرام.. والحرام بالحلال.. رغم أن الحلال فى ديننا الحنيف بيّن والحرام بيّن.. ولكن عند بعض الضمائر الميتة حسابات وأرصدة أخرى!
> الطامة الكُبرى أن يعيش الإنسان بلا ضمير.. وربما يكون هذا الأمر يُمثل مُشكلة أزلية للبعض منا فى حياته اليومية.. فى حين يرى البعض الآخر أن حل مُشكلاته يعيش أصلا بلا ضمير.. ليحقق طموحاته الشاردة ويصل لمآربه الدنيوية الفانية!
> أولئك الذين يعيشون بلا ضمير لا يحرمون ولا يحللون.. كل الأمور لديهم أمور عادية جدًا.. ويؤمنون كل الإيمان بأن الله عز وجل غفور رحيم.. لكنهم يتناسون بأن الله سبحانه وتعالى سريع الحساب شديد العقاب فى الدنيا والآخرة!
> بصراحة مُطلقة.. لم نعد مجتمع «الملائكة» وقد تغيرنا كثيرا فى زمن « الماديات المستحكمة « والجميع سواء كبارًا وصغارًا يمارس الفهلوة بطريقته الخاصة إلا من رحم ربى.. والفاسد الصغير نراه شريك مع الفاسد الكبير والكل يهبش بطريقته الخاصة!
> بات أمرًا عاديًا أن نقرأ كل يوم قضية فساد جديدة.. ولكن لولا فساد الصغار لما سرقنا الكبار!! فنحن ليل نهار نندد بفساد الكبار.. ولكننا عند أول مصلحة نبحث عن «واسطة» لدى الكبار أو نضطر أحيانًا أن ندفع من جيوبنا ثمن «الاصطباحة» للصغار لكى ننجز مصالحنا الشخصية داخل دواوين مصالحنا الحكومية!
> لا ننكر أن القوانين الحالية فى الدولة المصرية صارمة والأجهزة الرقابية المتعددة لا تدخر جهدًا فى سبيل القبض على فاسد هنا.. أو فاسدة هناك.. ولكن الفضيحة تكون «بجلاجل» بالصوت والصورة!
> قبل أن نختتم كلامنا أكرر أن الضمير ذلك الصوت الخفى الحاكم والرادع للنفس البشرية والرقيب عليها ليردها عند جموحها وشطط أهوائها.. إنه قاضينا الخاص الذى يسكن أغوار أنفسنا.. يقيّم ما نفعله أولا بأول.. فإذا خالفناه فى غفوة منه صب علينا جام غضبه!
> بضمير مستريح نقول فى مختصر الكلام: عندما يمنح أى إنسان نفسه أجازة مفتوحة لضميره.. يصبح كل شيء لديه مُباح.. فكيف يهنأ كل من يطعم نفسه وأهل بيته من مال سُحت حرام.. والعياذ بالله.
آَخِر شاكوش
> المفسدون فى الأرض يرفعون شعار «إفسد روحك.. إفسد قلبك.. ده الهبش طايلنى وطايلك»!!
Elzaky2020 @ gmail. Com