عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

ما تأكد اليوم بعد آخر جولات المفاوضات حول السد الإثيوبي التى انتهت فى 13 يوليو الجارى أن الرهان على إثيوبيا للتوصل إلى حل أزمة السد كان خاسرًا، فلم تسفر المفاوضات عن شيء اللهم إلا عن زيادة تعنت إثيوبيا وصفاقتها ومضيها قدمًا فى سياسة فرض الأمر الواقع على دولتى المصب مصر والسودان. ولهذا فشلت المفاوضات. ولم يكن هذا بالأمر المفاجئ، فلقد عمدت إثيوبيا على التشبث بما انتوته من ملء السد، واستغلت المفاوضات التى جرت بينها وبين كل من مصر والسودان لكسب الوقت والضرب بعرض الحائط بالمطالب المصرية السودانية المعنية بالحفاظ على حقوقهما المشروعة فى مياه النيل.

ما طفا على السطح هو المراوغة الإثيوبية واستغلالها للمفاوضات للعب على عنصر الوقت، وكشفت عن وجهها القبيح وتعاملت بأسلوب وقح وباستعلاء مع الأطراف المفاوضة وتصرفت بغطرسة عندما قامت بالبدء فى ملء خزان السد أثناء انعقاد المباحثات غير عابئة بجنوب إفريقيا الراعية للمفاوضات. والأغرب أن تتعمد الإعلان أكثر من مرة عن أنها ستمضى قدمًا فى ملء السد دون إخطار الدولتين مصر والسودان بنواياها متذرعة فى ذلك بأن هذه مسألة سيادية تخصها وحدها. ولم تلبث أن صعدت المواقف عمدًا عندما انبرى رئيس أركان جيشها وهدد بأن قواته على درجة عالية من الجهوزية للدفاع عن السد فى مواجهة أى عملية عسكرية مصرية.

ويبدو أن إثيوبيا قد استمرأت لعبة إضاعة الوقت وتبديده من خلال المضى فى مباحثات عبثية لا جدوى من ورائها، مباحثات تخدم فقط إثيوبيا التى تعتمد عليها وتتخذها سبيلًا لإضاعة الوقت وتبديده. ومضت فأسقطت من اعتبارها حقوق الغير، وانحرفت عن المسار الصحيح عندما تذرعت بالسد لتنمية بلدها والاستفادة من مواردها المائية، وأسقطت من اعتبارها معايير عدم الإضرار بحقوق الغير. ووسط ذلك مضت تهدد مصر بتعطيش أربعة ملايين فدان مصرى وتحويلها إلى أرض بور. وهنا يتعين على مصر إجراء حسابات لموقعها الجغرافى وما قد يترتب عليه هذا من تحديات.

واليوم نتساءل: ماذا بعد أن ظهر فشل المفاوضات وفشل التعويل عليها؟ وماذا بعد أن استنفدت مصر كل الوسائل الدبلوماسية المتاحة بما فى ذلك التوجه إلى مجلس الأمن الدولى للخروج من أتون الأزمة؟ وماذا بعد أن راوغت إثيوبيا وتصرفت بتعال واتخذت المباحثات كذريعة لتبديد الوقت؟ وأين يكمن طوق النجاة؟ وفى محاولة لإيجاد مخرج ظهرت دعاوى تحث مصر على الرد بقوة على إثيوبيا عبر تبنيها العمل العسكرى بوصفه السيناريو الوحيد والممكن للخروج من الأزمة وحماية لأمن مصر القومى ومصالحها. ومن ثم فإن لجوء مصر إلى خيار الحرب سيكون من أجل لفت انتباه المجتمع الدولى نحو الصراع وفرضه على جدول الأعمال. وهى نفس الاستراتيجية التى سبق للرئيس السادات أن استخدمها لكسر الجمود الدبلوماسى حول وضع اللاسلم واللاحرب مع إسرائيل عام 1973. وبالتالى يكون اتخاذ مصر للخيار العسكرى اليوم هو عامل ردع للاستفزاز الإثيوبي.