رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

حكى لى أحد الأصدقاء أنه عندما كان فى عاصمة دولة عربية وزار دار المخطوطات بها، وسأل الموظف المختص عن إحدى المخطوطات، فقال له إنها موجودة وسيحضرها له، فأحضر مقعداً خشبياً عتيقاً ليعلو فوقه حتى يصل إلى المخطوطة المنشودة، ولما كانت المخطوطة أعلى من قامة هذا الموظف مضافاً إليها ارتفاع المقعد وضع الموظف عدداً من المخطوطات فوق المقعد وقفز فوقها بحذائه المغبر باحثاً فى أعلى الرف عن المخطوطة المنشودة!

وأذكر أننى شددت الرحال لزيارة عجوز ورثت مخطوطات عديدة عن زوجها الذى توفى قبل مولدى، وبعد أن حكت لنا عن ذكرياته معها وكيف كان يعاملها بلطف واحترام طلبت منها أن تطلعنى على المخطوطات، فقالت لى إنها لم تفتح دولابها الخشبى منذ وفاة المرحوم، وبعد لأى وبحث عن المفتاح فتحته لنجد المخطوطات تسرح فيها الأرضة محولة معظمها إلى كوم تراب!

أما ما حدث فى إحدى قرانا فقد كان أشنع إذ لم يترك أحدهم سوى مخطوطة واحدة كبيرة وبعد وفاته وزع الميراث وكذلك أوراق المخطوطة أيضاً، فقطعت المخطوطة، وذهبت أوراقها هدراً بين الورثة، ومن يدرى فربما وضعت إحدى الوارثات أوراقها المخطوطة فى وسادة تنام عليها التماساً للبركة! ومع العرق ستضيع ملامح الكلمات إلى الأبد كما ضاعت أقدم مسرحية فرعونية– وهذا ما كتبه عالم المصريات الشهير سليم حسن– فقد دون الأديب الفرعونى القديم مسرحيته نحتاً على حجر دائرى كبير فى أحد معابد صعيد مصر وأخذه أحد المزارعين وجعله طاحوناً يطحن بها الحبوب لأهل القرية والقرى المجاورة، ودارت الطاحون وضاع النص المنحوت، وحينما اكتشفته بعثة الآثار كان النص المتبقى بقايا مسرحية كتبت قبل أكثر من خمسة آلاف سنة!!

من يجمع هذه المخطوطات؟ من يعمل على ترميمها وتصنيفها وتحقيقها؟ لا أقصد هنا المخطوطات المحفوظة لدى الدول– وهذى حالها لا يسر أيضاً– بل أعنى المخطوطات المتناثرة فى أرجاء الوطن العربى والعالم الإسلامى والمملوكة لأشخاص، ألا يوجد موقع واحد عبر الإنترنت نعرف منه إن كانت هذه المخطوطة حققت أم لما تحقق بعد؟ حتى لا نجد التحقيقات المتوازية فى أكثر من قطر عربى بينما آلاف المخطوطات لما تحقق بعد. ألا توجد هيئة عامة تفاوض هؤلاء الأشخاص وتشترى منهم ما يمتلكون وإن رفضوا فعلى الأقل تصويرها ونشرها؟ لقد عثرت بنت الشاطئ فى صعيد مصر على مخطوطة رسالة الصاهل والشاحج لأبى العلاء المعرى، وقد ضاع عنوانها وكتب أحدهم رسالة فى الأدب لمؤلف مجهول!!

خاتمة الكلام:

قال الشاعر:

إن تجد عيباً فسد الخللا

جلّ من لا عيب فيه وعلا

‏Email:[email protected]