عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

أدهشنى الكبير الأستاذ «محمد العزبى» (أطال الله فى عمره) بتعبير رائع (لازم يكون قلمك فيه خير) أو بتعبيره (القلم الخير) الذى يرى الحق والحب والجمال ونعمة الله، ويشكر المجتهدين، ويطبطب على الطيبين.

قلمك مداده أبيض بلون القلب الطيب، قلم فيه نصيب لكل سائل، وكما تقول الآية الكريمة، فيه حق للسائل والمحروم، بحسب القاعدة الشرعية التى تضبط حقوق الطيبين فى مالك وكسبك وثروتك، لأن القلم رأسمالك، وفيه صدقة، ويستحق عليه زكاة «والذين فى أموالهم حق معلوم، للسائل والمحروم» (المعارج / 24).

ترجمة هذه الوصية الطيبة، فى

ما يمكن توصيفه بـ«الكتابة البيضاء فى زمن الكتابة السوداء»، وهو مقال قديم يستوجب نشره مجدداً تمنينا لوصية الكاتب الكتوبة العم «محمد العزبى».

معلوم، الكتابة السوداء كالعسل الأسود يسقط فيها الذباب الإلكترونى، يعفُّ عليها الذباب الأسود، الكتابة البيضاء بلون اللبن الصابح، تبهج، تسعد، تشيع تفاؤلاً، ترسم بسمة، تخط طريقاً، تفتح أبواب الرزق فى الوجوه.

مشتاقون لكتابة بيضاء فى زمن الكتابة السوداء، لم نعرف بعد الحبر الأبيض، الحبر عادة أسود أو أزرق، للأسف لون الحبر كرف على الكتابة، وجبة صباحية/ مسائية، كالطبخة السوداء، اختفت الكتابة البيضاء تحت وطأة سواد يغشى النفوس.

الكتابة السوداء تعجب الذى فى قلبه مرض، سواد القلوب كارف على السطور، الكتابة بالحبر الأسود صارت طقساً مرعياً، تجلب إلكترونياً إعجابات ولايكات، وتسجل أكثر قراءات، وتتصدر التريندات، وكلما اسودت سطور المقال راجت فى الأسواق السوداء، ورحبت بها المواقع الرمادية والمنتديات المخططة أبيض على أسود.

أخشى سوق الكتابة البيضاء جبر، ورق الصحف على الحوائط الإلكترونية لا تسوده إلا السطور السوداء، مارق من يكتب بالحبر الأبيض فى هذه الأيام السوداء.

الكتابة السوداء تصنف شجاعة، معارضة، الكتابة البيضاء تصنف موالسة، الكتابة السوداء تكسب كثيراً، السواد مهنة، سوّدها أكثر تربح شعبية، ترسم شجاعاً وأنت فحسب موتور وقلبك أسود.. كل هذا السواد!!

لماذا تشيع الكتابة السوداء فى الفضاءات الإلكترونية، وتخيم على الأجواء الفيسبوكية، لكل ظاهرة أسبابها.

بعيداً تماماً عن اتهامات التخوين المعلبة فى علب سوداء، أو غيرها من المصطلحات المصكوكة صكاً مؤامراتياً، الكتابة السوداء يقيناً تعبّر فى الغالب من الأحوال، عن حالة مزاجية سوداوية تغشى قطاعات واسعة من الكتاب، نحسن الظن بالجميع، ولسنا برآء، وكتابتنا ليست دوماً بيضاء.

معدلات السواد فى المجتمع تنتج كتابتها وكتّابها، الأقلام تملأ بطونها من حبر المجتمع، تفرز من هذا الحبر سطوراً، وتنسج على منوال الحزن، الشكوى من الحال جد شائعة، كل يشكو حاله لحاله، وكل يغنى على مواله الحزين، وكل يعزف على لحن حزين، إذاً لماذا الكتابة كتعبير عن الحال لا تكون سوداء؟ الأبيض خلص ما تبقى فى المحبرة سوى أحبار سوداء.

خلاصته إذا ما تجمعت السحب السوداء فى السماء، فلا تخش ولا تجزع، إنه المطر سينهمر من اصطكاك السحاب، يسقى الأرض العطشى للأمل، سوّدوها أنى شئتم، لونوا السحاب بسناج صدوركم الممتلئة بالسواد، ستمطر خيراً على أرض مصر، فيها نماء بإذن الله.