رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

عملت خيراً، البشرية مش ناقصة تهديدات تحسب على الإسلام والمسلمين، شبكة الترفيه ‪HBO قررت حذف ٥ حلقات من مسلسل الكرتون ‪South Park  تتضمن تجسيداً للنبى محمد، صلى الله عليه وسلم.

الشركة الأمريكية كانت اشترت ثلاثة مواسم من المسلسل المستمر عرضه منذ عام 1997، ويتكون من ٢٣ موسماً، بـ٥٥٠ مليون دولار من الشركة المنتجة Central comedy التى كانت تلقت تهديدات فى العام ٢٠١٠، فحذفت الحلقات الخمس، وتبعتها الشركة الأمريكية HBO خشية تجدد التهديدات من حول العالم.

هذا أفضل كثيراً، التوقى من الغضب، واحترام الأديان فضيلة إنسانية، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم له فى نفوسنا حباً، وغيرتنا على صورته واجباً مستوجباً بعيداً عن لغة التهديد والوعيد، بالحسنى وزيادة.

ويستوجب على رسلنا فى المهجر شرح ما استغلق على فهم الغرب من رفض تجسيد الرسول صلى الله عليه وسلم تبجيلاً واحتراماً، بالحوار ومخاطبة العقل.

التهديد قد يردع شركة ما، ولوقت ليس بالقصير، سرعان ما يعاودون الإغارة، ولكنه بالضرورة ليس الطريق الأسلم لمواجهة مثل هذه الأفكار التى تتحرك فى مناخ طلق من التقييدات والمحاذير، مناخ مغاير لمنخاتنا الإسلامية، المشبوبة بالعواطف الدينية الحارة.

الذاكرة تحفظ المظاهرات العارمة والعنيفة التى اجتاحت عديداً من العواصم الإسلامية جراء نشر صحيفة « يولاندس بوستن» الدنماركية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبى محمد صلى عليه وسلم، فى ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٥، حيث نشرت ١٢ صورة كاريكاتورية للرسول عليه الصلاة والسلام، وبعد أقل من أسبوعين وفى ١٠ يناير ٢٠٠٦ قامت الصحيفة النرويجية (Mogozinet) والصحيفة الألمانية (ذى فيليت) والصحيفة الفرنسية (France Soir) وصحف أخرى فى أوروبا بإعادة نشر تلك الرسوم الصور.

نشر هذه الصور جرح مشاعر الغالبية العظمى من المسلمين، وقوبل نشر هذه الصور الكاريكاتيرية بموجة عارمة على الصعيد الشعبى والسياسى والدينى فى العواصم الإسلامية، وعلى إثر هذه الاحتجاجات تمت إقالة كبير محررى جريدة

‏France Soir من قبل رئيس التحرير ومالك الجريدة المصرى/ الفرنسى رامى لكح.

للأسف تعرضت عدة سفارات غربية للهجوم؛ وأخذت الاحتجاجات طابعاً عنيفاً فى دمشق، حيث أضرمت النيران يوم ٤ فبراير ٢٠٠٦ فى المبنى الذى يضم سفارتى الدنمارك والنرويج، وفى ٥ فبراير ٢٠٠٦ إحراق القنصلية الدنماركية فى بيروت وصدرت عدة تهديدات بالقتل ضد رسامى الكاريكاتير والصحيفة، ما أدى إلى اختفاء رسامى الكاريكاتير..

ووصف رئيس الوزراء الدنماركى السابق « إندرس فوج راسموسن» بأنه أسوأ حادث للعلاقات الدولية فى الدنمارك منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعى الذاكرة تفجير مقر الصحيفة الفرنسية «شارلى إبدو» الساخرة الشهيرة فى واقعة رسوم ساخرة من اللحى، وذهب المتطرفون فى يوم ٧ يناير ٢٠١٥ إلى عملية إرهابية كلفت العاصمة الفرنسية نحو ٢٠ من القتلى خلاف الجرحى.

خسرنا يومها كثيراً من صورتنا كمسلمين، وتجمع نحو ٢ مليون مناصر للحريات تحت «قوس النصر» يهتفون ضد الإرهاب، واآسفاه بدونا كأشرار ضد حرية التعبير، وسلقتنا ألسنة حداداً فى الغرب، ورمونا بكل نقيصة بشرية، لأنهم محسوبون علينا ظلماً وعدوناً سلكوا طريق العنف، واكتفى العقلاء بمصمصة الشفاه، ولم نجتهد فى السير فى طريق الحوار، ولم نخاطب العقل الغربى بما يفقهه، بما يستبطنه من أفكار تخص حرية الإبداع والتعبير.

قضيتنا عادلة تماماً، وكما قال الشيخ «محمد الغزالى»: «الإسلام قضية عادلة وقعت بين أيدى محامين فاشلين»، من يرعد ويزبد، لا يكسب تعاطفاً، من يكور القبضات فى الوجوه، لا يربح جولة، العقل الغربى إلا المكايدين، ومن فى قلوبهم مرض من الإسلام، جل الغرب يبحث عن صيغة عالمية لاحترام الأديان جميعاً، ويستوجب المساهمة فى هذا الذى يحفظ للناس أديانها دون مساس، أو حك أنوف، أو خمش وجوه، وتمزيق الكتب المقدسة..

أولى بنا أن نضرب مثلاً، وأن نحترم الديانات الأخرى، وأن نبجل مقدسات الآخرين، وأن نكف عن رميهم بالكفر الذى يترجم عن بعض ضعاف العقول إلى القتل وسفك الدماء..

خلاصته فى قول رب الناس فى محكم التنزيل «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»..

(الكافرون / 6).