ع الطاير
كتبت هنا منذ نحو 5 سنوات مقالًا بعنوان «انت بتعرف تعمل إيه» وبصراحة كنت قاسيًا جدا فى كلمات المقال على الشباب اللى بيجرى وراء الوظيفة الميرى بشهادته الجامعية ودعوت الشباب إلى إتقان صنعة أو تعلم مهارة ما وألقيت بالمسئولية أيضًا على وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقلت إن دورها إعداد جيل من الشباب يقدر يشتغل فى المهن الجديدة التى يخلقها الجيل الرابع والخامس من تكنولوجيا المعلومات وقلت بالنص إن طموح الشباب عندنا مازال يسير فى اتجاه اللامنطق فهو يعتقد أنه يدرس فى الجامعة ثم يتخرج منها على الوظيفة مباشرة ليجلس إلى مكتب فخم وأن الحكومة يجب أن تحقق له كل ذلك.
وقلت إن العالم الآن فى الواقع لا يعنيه شهاداتك ولا كيف ترى نفسك، إنما السؤال هو: انت بتعرف تعمل إيه.. وهل تستطيع أن تنجز شيئًا حقيقيًا؟ قلت للشباب إن زمن الشهادات انتهى، فالشهادة الآن لا تساوى قيمة الورق أو الحبر، وأصبحنا نخجل من تعليقها على الحائط فى برواز أنيق كما كان يفعل الآباء والأجداد.
وأوضحت أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمعاهد والهيئات التابعة لها تتحمل مسئولية كبيرة إلى جانب وزارة التعليم ويبدو أن هذا المقال الذى كتبته فى يناير 2016 كان سابق زمانه لأن شركات عملاقة فى أمريكا وغيرها نفذت الكلام ده وأصبح معيار التوظيف والتقييم ليس الشهادة الدراسية وإنما المهارة والقدرة الفائقة على العمل.
ومن دواعى السرور والأمل لدينا أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزير الدكتور عمرو طلعت أخذت على عاتقها هذه المبادرة وإعداد جيل متميز من الشباب من خلال مبادرة «مستقبلنا.. رقمي» لتدريب 100 ألف فرد على مهارات ووظائف المستقبل، وهى عبارة عن منحة مجانية أطلقتها الوزارة من خلال «ايتيدا» لتدريب الشباب فى مجالات تكنولوجيا المعلومات المتطورة، من خلال أكاديمية افتراضية بالشراكة بين القطاعين العام والخاص؛ كما أطلقت الوزارة من خلال معهد تكنولوجيا المعلومات «ITI» مبادرة «شغلك من بيتك» والتى تهدف إلى توعية وتدريب الشباب على مهارات العمل الحُر، والعمل عن بعد.
وبالفعل تسعى وزارة الاتصالات إلى بناء الكفاءات الرقمية القادرة على دفع عمليات التحول الرقمى من خلال إعداد وتنفيذ العديد من البرامج التدريبية، كما أنشأت الوزارة 6 مجمعات للإبداع التكنولوجى تضم فروعًا لمعاهد التدريب التابعة للوزارة فى جامعات إقليمية وهى المنصورة، والمنوفية، والمنيا، وسوهاج، وأسوان، وجنوب الوادى قنا.
هكذا يجب أن ينسى الشباب الشهادات التقليدية والتخصصات القديمة لأن كثيرًا من الوظائف ستختفى أو اختفت بالفعل وكثيرا من الشهادات الجامعية لم تعد تساوى شيئا، ويجب أن يرى الشباب بوضوح أن المهارة أهم من الشهادة وعليهم الاستعداد لوظائف المستقبل.