رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

هل تدريس الأخلاق بالمدارس يغنى عن تدريس الديانة؟، هل مادة الأخلاق سوف تحد أو تمنع التطرف والتشدد الدينى؟، وهل إلغاء خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى سوف يساعد مادة الأخلاق فى الحد من التطرف؟.

قبل أيام كنت اتناقش وبعض الأصدقاء أسباب التطرف الفكرى والدينى، وفوجئت بالبعض يرجع التطرف إلى تدريس مادة الديانة فى المدارس، وإلى اصرار الحكومة على تحديد الديانة فى بطاقة الرقم القومى، وأكدوا خلال المناقشة أن تدريس مادة الأخلاق لجميع التلاميذ بديلا عن الديانة سوف يغرس فى نفوس التلاميذ بعض الأفكار والمبادئ العامة البعيدة عن تطرف وتشدد كل ديانة.

هذه الدعوة سبق وأطلقها البعض منذ سنوات، وعن نفسى فقد رفضتها شكلا ومضمونا، لأنها تتهم الديانات بشكل عام بالتطرف والتشدد أو أن كتبها المقدسة تتضمن بعض الأفكار المتطرفة والمتشددة، وهذا بالطبع غير صحيح، وإلغاء مادة الديانة من المدارس يعنى تنشئة أجيال بلا عقيدة دينية، وسنفاجأ بعد سنوات أن معظم الشباب لا يعرفون من ديانتهم سوى القشور التافهة، وهو ما قد يعرضهم إلى الوقوع بسهولة فى أسر الفكر والفقه المتشدد، أضف إلى هذا أن الديانة من العناصر الأساسية فى تشكيل الضمير لدى الإنسان منذ صغره، وعدم تربيته على الحرام والحلال سوف يجعل منه وحشا بلا ضمير ولا أخلاق.

والأخلاق فى تعريفها المبسط هى مجموعة القيم والمبادئ التى يقيم بها الإنسان سلوكياته وسلوكيات الغير، فهى ليست السلوك او التصرفات التى يفعلها الإنسان، هذه المبادئ الأخلاقية يكتسبها الإنسان من الديانة والقانون والعرف الاجتماعى، والديانة جزء أساسى فى تشكيل هذه المبادئ أو القيم، والتفسيرات المغلوطة للديانات هي أحد العوامل التى تدفع الإنسان إلى التطرف أو التشدد، بجانب الظروف الاقتصادية والسياسية والعدالة الاجتماعية والحريات والبطالة ونسبة الفقر..

والحديث عن أخلاق لا تستند إلى نصوص أو فكر أو فقه أو حتى روح الديانات، أقرب للحديث عن أخلاق السوق، لأن الأعراف والقوانين تستمد فى معظمها من الديانات ومن روحها، صحيح قد تتعارض أخلاق بعض الأشخاص والضمير العام، لكن فى النهاية يتم تقويمهم بالدين أو بالقانون.

والذى يتوقع الحد من الفتن والصراعات الطائفية بعد رفع الديانة من بطاقة الرقم القومى هو شخص واهم، لأن الذين يميلون للتمييز والتشدد سوف يلجئون لحيل كثيرة، مثل ارتداء أو دق الصليب وارتداء المصحف أو الجلباب أو إطلاق اللحية، ومثل كتابة الشعارات الدينية على السيارات والمحلات وربما على المنازل.

بعيدًا عن إلغاء الديانة وخانتها تعالوا أولاً نوفر عدالة اجتماعية، وفرص عمل، وحياة كريمة، وتعالوا نزرع فكر المواطنة والتسامح فى قلوب الأجيال القادمة، نعلم أولادنا الصغار فى المنزل والمدرسة والكنيسة والمسجد والمعبد، أن الإخوة فى الوطن قبل الإخوة فى الديانة.

[email protected]