بحر اللغة
عندما تشتد درجات حرارة الجو شقاوة نجد أنفسنا وقد ازددنا حنيناً إلى البحر ونسائمه، والشواطئ ذات الاتساع الساحر، والرمال وما يتصل بها من ألعاب المرح والتسلية والبهجة.. ولكننا هذا العام لا نجد بمقدورنا الذهاب إلى البحار وشواطئها لقضاء أوقات ممتعة فى السباحة والصيد وألعاب الشواطئ، نتيجة ما يعرف الآن بأزمة كورونا.
ولذلك فإن الجهود تنصب الآن على أن نعمل على الارتقاء بمستوى الترفيه والتسلية عبر نوافذ التواصل، ومتابعة شقاوة خفة ظل الشباب التى يصممونها إلكترونياً بشكل يجعلنا نراهم فى بعض الأحيان منافسين لأهل المهنة والاحتراف.. إنه الحب يا أخى العزيز، حبهم لهذه الوسائل الحديثة هو صانع عبقرية تفردهم فيما يقدمون..
إننى أدعو هؤلاء الشباب المبتكرين لمثل هذه المدهشات الفيسبوكية والمنمنمات الرائعة المنتشرة على الإنترنت - أدعوهم إلى الاستماع جيدا لكل قصيدة تنطلق كلماتها من المذياع بصوت أم كلثوم أو عبدالحليم أو عبدالوهاب أو نجاة وغيرهم.. وكتابة كلمات القصائد مضبوطة بالشكل، لتتم قراءتنا لها أثناء غناء المطرب لها، مع تقديم قراءة معمقة لما خفى من معانى بعض الكلمات، وتحليل عبارات القصيدة، معتمدين على أهل الخبرة والتخصص، ونشر ما نحن واثقون فى صحته، ليستثمره آخرون بطرحه على الموقع عشقا فى اللغة والجمال .
كما يجب العمل على تنمية مهارات الشباب من حيث اللغة العربية، التى تستحق منا جميعا أن نتماسك متفقين على أن أحد مقومات وحدتنا صحة ما ننطق وما نكتب به لغتنا العربية التى أبدع بها طه حسين ويحيى حقى والجاحظ وأبى حيان التوحيدى ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وأنيس منصور ومصطفى محمود وابن خلدون والمعرى ومحمود السعدنى وغيرهم.
أطلقوا موجاتكم اللغوية الفيسبوكية لسيدتنا الجميلة العزيزة اللغة العربية.. وانثروا طرائفها وملحها (بضم الميم وفتح اللام) كما تنثر الأزهار العاطرة فوق الرؤوس فى الأفراح.
وإننى أدعوكم الآن لأن نتذكر بالدعاء والرحمة للإذاعى الراحل الشاعر فاروق شوشة الذى ما زالت إذاعة البرنامج العام تقدم له حتى الآن وبعد رحيله «لغتنا الجميلة» قبل الحادية عشرة بعشر دقائق من سهرة كل يوم على الموجة المتوسطة 819 كيلو هرتس، و موجة آل إف إم 4'107 ميجا هرتز.