عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

تتجه حكومة الائتلاف الاسرائيلى اليوم نحو تصعيد الحرب ضد الفلسطينيين حقوقًا وثوابت، وهو ما يعنى أن إسرائيل بعيدة كل البعد عن مسار السلام. بل لقد خرجت منه تمامًا لا سيما وهى في طريقها لتنفيذ عملية الضم التي كان نيتانياهو قد أعلن عنها والتي تشمل غور الأردن وشمال البحر الميت وجميع المستوطنات في الضفة الغربية والأراضى الفلسطينية الشاسعة في محيطها، وهى العملية التي باتت تحتل الأولوية القصوى في إسرائيل رغم أن إسرائيليين كثر لا يريدون الضم فضلا عن أن القيادة الأمنية تحذر من عواقبه. الجدير بالذكر أن الضم المذكور سيضع اليد على ما هو أكثر من 30% من مساحة الضفة، ولهذا بادر الفلسطينيون فحذروا من أن الضم من شأنه أن ينسف فكرة حل الدولتين. كما أن وزير خارجية الأردن حذر من مغبة قيام إسرائيل بضم وادى الأردن وشمال البحر الميت في الأراضى الفلسطينية على أساس أن هذا سينسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية ويقتل حل الدولتين وبالتالي سينهى كل فرص تحقيق السلام.

خطة الضم المذكورة هي التي وردت في الخطة الأمريكية المثيرة للجدل التي طرحها ترامب وأطلق عليها «صفقة القرن»، وأيدها كل من نيتانياهو وغانتس. بل وبات هناك حرص على أن يتم الضم سريعا قبل الانتخابات الأمريكية المزمعة في نوفمبر القادم والتي يمكن أن ينجم عنها رحيل ترامب عن السلطة وهو الداعم الأكبر لإسرائيل. ولكن ورغم ما يطرح فإنه يتعين على القيادة الفلسطينية ألا تنساق وراء فرضية الانتظار سواء بالنسبة للانتخابات الأمريكية وما عساها أن تأتى به أو بالنسبة لما قد يعكسه آداء حكومة الائتلاف في المرحلة القادمة. أى أنه يتعين على الفلسطينيين تبنى استراتيجية واضحة وجادة تملك القدرة على مواجهة شر ما هو قادم. استراتيجية صادقة تؤمن بالرد الجماهيرى الواسع والشامل وأن تكون قادرة على إفشال تمرير المخططات الأمريكية الإسرائيلية من ضم وتهويد وفرض سيادة.

نتساءل اليوم كيف يمكن للفلسطينيين الخروج من هذه الدائرة المغلقة؟ كبداية نقول يتعين عليهم عدم التعويل على عنصر الانتظار، كما يتعين عليهم عدم التعويل على المجتمع الدولى، فكافة دول العالم مشغولة بالتداعيات التي نتجت عن تفشى فيروس كورونا وكيفية التعافى منه والخروج من شرنقة الأخطار التي تحاصر الجميع. وبالتالي لن تكون قادرة على تقديم آية حلول ناجعة للفلسطينيين للخروج من متاهة الطريق. كما لا يمكن التعويل على الموقف العربى وسط انهماكه في التصدي للارهاب والصراعات الداخلية وكارثة فيروس كورونا وبالتالي لن يكون قادرا على تقديم طوق النجاة للفلسطينيين للخروج من أزمة الحصار المزدوج المفروض عليهم من المخطط الأمريكي الاسرائيلى الآثم، وتمكينهم من افشال مخططات الضم والتهويد وفرض السيادة. المرحلة القادمة مرحلة كسر عظم تفرض على الفلسطينيين تغيير الأساليب والأدوات وفك القيود عن الشارع وعدم التعويل على المجتمع الدولى وتحركاته الباهتة. ولهذا على القيادة الفلسطينية إعادة تقييم السياسات والمواقف استعدادًا لمجابهة المرحلة القادمة والتي تحمل في طياتها أكثر القرارات خطورة على القضية الفلسطينية.