رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شواكيش

 

● بما إننا نعيش أجواء روحانية فى شهر الرحمة والمغفرة .. وفى وقفة مع النفس نتساءل : كيف تحكُم على نفسك .. هل أنت ظالم أم مظلوم ؟! وكيف يمكن أن تحكم على الآخرين .. وفى كل مرة قد تُخبر شخص ما بأنه " ظالم " ستجده ينفى ذلك جملةً وتفصيلاً .. وفى كل مرة تشكو همومك لشخص ما ، تجده بدأ بالشكوى من ُظلم الآخرين وهو مظلوم ؟! ويبدو أن الجميع يُفضل لعب دور " المظلوم " ولكن السؤال الأشد حيرة : إذا  كان الجميع مظلومون .. فمن أين يأتي كل هذا الظلم الذي يلف الأرض ومن عليها ؟!

● والمؤسف أن كل " ظالم " يعتبر فى قرارة نفسه هو " الضحية " مبرراً إنه فعل هذا وذاك بحجة أن الحياة هى التى ظلمته .. ونجده - للأسف الشديد - يبحث عن الأعذار الواهية من هنا وهناك محاولاً أن يوهم الغيربإنه مظلوم وليس الظالم الأثيم !

● أحيانا نظلم أنفسنا عندما نعتقد أن كل البشر " ملائكة " وأحياناً نظلم أنفسنا عندما نُظلم من الآخرين ، ولا نُرد على الظلم بظلم مثله ، ولو فعلنا ذلك لكُنا مثلهم ظالمين .. وأحياناً نخدع أنفسنا بأنفسنا عندما نعط كل إهتمامنا لأناس لا يستحقون منا الاهتمام ، ليس لشيء سوى إننا قد عانينا من ظلمهم لنا !

● فهذه تلك الماساة الإنسانية .. ومن سخافات القدر فى الحياة الدنيا أن كل ظالم يعتقد فى نفسه إنه مظلوم .. كفانا الله شر الظلم وأهله .. فهل أنت أيها الظالم ونحن نواجه الخطر فى كل لحظة من حياتنا ونحن نعيش زمن " كورونا " المميت .. فعلى كل ظالم أن يعترف بذنبه فى الدنيا مهما كان حجمه ؟! فلن تستطيع ذلك غدا وتذكر - ونحن فى شهر الرحمات -  كلام الله  تعالى عزوجل " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " . وهل أنت أيها المظلوم لديك الاستعداد للعفو والمقدرة على التسامح  لقوله تعالى " فمن عفا وأصلح فأجره على الله "

● نتوقف قليلاً ونسأل أنفسنا : هل ستتوقف الحياة من أجلنا لأننا ظالمين أو مظلومين ؟! أم أن للحياة نظام لا تحيد عنه وهو عدم الإنتظار لأى سبب كان .. إذن  لنتجاوز عن ذلك ونتخطى هذه العثرات ، ونتقى الله فى أنفسنا ونتبع هدى ديننا الحنيف فيما قاله الله عزوجل " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .

● والحقيقة الأكثر وجعاً ونحن فى مُستهل شهر الروحانيات هو أنه عليك أن تحاول ألا تكون ظالم أو مظلوم .. بل عادل يدافع عن حقه ولا يتعدى على حقوق الآخرين .. وبطبيعة الحال  سيجد الظالم نفسه وحيداً منبوذا دون أصدقاء أو أحباء ، وسيجد الجميع يبتعدون عنه ، منهم من تضررمن ُظلمه ومنهم من مل من نُصحه !

● أقول لكل ظالم فى شهر " المغفرة ": كُل العذاب فى الدنيا مؤجل إلا ُظلم الناس .. فالمظلوم لا يهدأ لأنه صاحب حق .. والظالم لن يهنأ من دعوات المظلومين .. اللهم إرفع مقتك وغضبك عنا .. اللهم إنا نستغيث بك فأغثينا يا رحمن يا رحيم .

محمـــد زكـــى

Elzaky2020 @ gmail. Com