هلّ علينا رمضان شهر الصيام والقيام وحجب النفس اختياراً عن الشهوات فى وقت معين حدده الشرع، وهذ الأمور كلها حجر اختيارى للنفس وتعويدها الصبر على الحرمان من الشهوات وترويض النفس على المشقة للاستعداد لمواجهة كبد الحياة، هذا ما كان من الصيام أما القيام فهو الصلاة وتعنى التوسل الى الله بالدعاء.
< «واستعينوا="" بالصبر="" والصلاة="" وإنها="" لكبيرة="" إلا="" على="" الخاشعين»="" «البقرة:="">
فليتنا نتعلم من حكمة هذا الشهر الكريم وأن يكون حجرنا حجراً اختيارياً لمواجهة هذه الجائحة الكورونية حتى لا نضر أنفسنا أو نضر غيرنا وينجو المجتمع كله، فهذا الحجر الذى تنادى به سلطات الدولة ليس عقوبة نؤديها على غير مرادنا وإنما هى وسيلة لتجنب الإصابة للجميع، فعلينا أن نصبر على هذا الحجر المنزلى وأن يكون صبرنا صبراً جميلاً.
أما الدعاء فهو فرصة فى هذه الأيام المباركات أن نتوسل الى الله أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء فلله فى أيامه نفحات.
< «وإن="" يتمسك="" الله="" بضر="" فلا="" كاشف="" له="" إلا="" هو="" وإن="" يمسسك="" بخير="" فهو="" على="" كل="" شيء="" قدير»="" «17»="" وهو="" القاهر="" فوق="" عباده ="" وهو="" الحكيم="" الخبير="" «8»="" «الأنعام:="" 17،="">
فلا كاشف لهذا الضُر الذى نواجه إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى.
وإذا كان الحجر المنزلى سوف يحرمنا من الصلاة فى المساجد فإنها فترة مؤقتة سوف تنتهى بزوال هذا البلاء ولاشك أن ذلك الأمر رخصة من الله سبحانه وتعالى والله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه، ففى حالة المثول الى عزائم الله فانه امتثال لأمر الله وفى حالة الأخذ بالرخصة فإنه أيضاً امتثال لأمر الله سبحانه وتعالى وهذا هو المعنى الحقيقى للعبودية الحقة للرب وهو الامتثال لأمره كما يشاء فنحن عبيده يأمرنا وعلينا بالطاعة كما يشاء الله وليس كما نشاء نحن.
واذا كانت العبادات الظاهرة محببة الى الله سبحانه وتعالى حيث ظهر فيها الطائعون جماعات متراصة كأنهم بنيان مرصوص يتضرعون الى الله، فإن العبادات الخفية خير للمؤمن أيضاً حيث يظهر فيها جلياً الطاعة بلا رياء أو نفاق والأدلة على ذلك كثيرة.
< «إن="" تبدوا="" الصدقات="" فنعما="" هى="" وإن="" تخفوها="" وتؤتوها="" الفقراء="" فهو="" خير="" لكم»="" «البقرة:="" 172»="" هذه ="" هى="" الصدقة="">
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لى وأنا أجزى به».
هذه هى الطاعة الخفية.
< عن="" أبى="" هريرة="" رضى="" عنه="" قال:="" قال="" رسول="" الله="" صلى="" الله="" عليه="" وسلم:="" «أفضل="" الصيام="" بعد="" شهر="" رمضان="" شهر="" الله="" المحرم="" وأفضل="" الصلاة="" بعد="" الفريضة="" صلاة="">
هذه هى الطاعة الخفية
< عن="" أمير="" المؤمنين="" أبى="" حفص="" عمر="" بن="" الخطاب="" قال:="" سمعت="" ر="" سول="" الله="" صلى="" الله="" عليه="" وسلم="" يقول:="" «إنما="" الأعمال="" بالنيات="" وإنما="" لكل="" امرئ="" ما="">
وهذه النيات حبيسة نفس الإنسان لا يعلمها إلا الله، وهكذا فإن الطاعة الخفية خير للمؤمن كما الطاعة الظاهرة.
وهذه فترة مؤقتة فلا نتعجل الخروج من هذا الحجر الطوعى فهى رخصة منحها الله لنا والله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه وسوف يرفع الله الغمة عن الأمة وسوف تكتظ المساجد ودور العبادة بالمصلين بإذن الله تضرعاً وشكراً على نعم الله إنه نعم المولى ونعم النصير.
وهكذا فإن رمضان عظة