رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

في نهاية السبعينيات، أي قبل 42 سنة، تعرفت لأول مرة على ابن تيمية (661 ـــ 728هـ) خلال دراستي بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا، ومعرفتي به جاءت على يد أستاذي الفاضل د. عبدالفتاح أحمد فؤاد أستاذ الفلسفة الإسلامية رحمة الله عليه، حيث قرر علينا كتابه «ابن تيمية وموقفه من الفكر الفلسفي»، وكان رسالته فى الدكتوراه، وكانت محاضرته في قاعة بالدور الأرضي تسع لحوالي مائة طالب، وأذكر أن غلاف الكتاب كان لبنى اللون، وقد كان د. عبدالفتاح فى الأربعينيات من عمره، وكان يمتاز بطيبة القلب ودماثة الخلق، لدرجة أنك تخجل من أن ترفع صوتك فى حضوره، وما أذكره جيدا أنه كان يعشق ابن تيمية كمفكر، وقد حاول أن ينقل لنا حبه هذا خلال المحاضرة، وذلك بتوضيح مواقفه فى مسائل عدة سبق وطرحها المعتزلة والشيعة والمتكلمون، وباختصار غير مخل يعرض مسألة كلام الله، أو رؤيته أو أسماءه وصفاته، أو مسألة الاستواء على العرش، ويشرح رأى كل فرقة من الفرق، ثم يوضح موقف ابن تيمية في المسألة ونقده لآراء مخالفيه.

وكتاب د. عبدالفتاح فؤاد رحمة الله فى أسلوبه ومنهجه لا يختلف كثيرا عن شرحه في المحاضرات، اللهم سوى المصادر والمراجع التى يذيل بها هوامش الصفحات، حيث تخرج بعد قراءة الكتاب بنفس الانطباع الذي يصلك من شرح د. عبدالفتاح خلال المحاضرة، وهو أن هذا الرجل يحب ابن تيمية وينحاز إلى آرائه الفلسفية، وأظن أنني بسبب هذا الشعور احتفظت بالكتاب حتى اليوم، لكننى منذ عدة سنوات اكتشفت أن الكتاب ضاع منى، اتصلت بصديقى وأستاذى العزيز محمد فتحى أستاذ المنطق والفلسفة اليونانية رحمة الله عليه، وطلبت منه أن يتواصل مع أستاذنا د. عبدالفتاح ويوفر لى نسخة من الكتاب، وبالفعل تشرفت بنسخة وإهداء من أستاذنا رحمة الله عليه، ولا أخفى عليكم مدى سعادتي بهذه النسخة، فقد عاد إلى «ابن تيمية وموقفه من الفكر الفلسفي» مرة أخرى.

لهذا الكتاب فضل كبير فى تشكيل أو ترتيب ذهني، فقد تعلمت منه الكثير، قبل أن تجلس للكتابة عليك أولا أن تلم بكل جوانب الموضوع الذي تتناوله، وبعد أن تفهم جيدا يمكنك أن تعبر عن الموضوع بأسلوبك وقاموسك أنت وليس بأسلوب وقاموس من قرأت لهم، وهذه النقطة كانت مشكلة المشاكل التى واجهت زملاءنا فى قسم الفلسفة مع كتاب ابن تيمية، حيث إن د. عبدالفتاح كتب بعد أن بحث واستوعب، وقد جاء كتابه فى جمل خبرية بسيطة، وهو ما يعنى أننا مطالبون إما بالفهم أو بالحفظ، وقد كان أغلبنا يلجأ للحل الأسهل وهو الحفظ.

[email protected]