رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

قسطا بن لوقا هو أحد رواد الترجمة خلال الدولة العباسية، تفاصيل حياته، ومولده ووفاته، لم تصلنا، ومن قاموا بذكره من المؤرخين القدماء(ابن النديم: ت380هـ، والقفطى: ت 646هـ، ابن أبى اصيبعة: ت 668هـ، ابن العبرى: ت 658هـ، والصفدى: ت 764هـ) لم يذكروا تاريخ مولده فحسب، بل اختلفوا كذلك في تحديد الفترة التي عاش خلالها، قيل انه عاصر أول فيلسوف عربى يعقوب بن يوسف الكندى، المتوفى سنة 256هــ، وكان من علماء الدولة العباسية، وقيل إنه لحق المقتدر بالله العباسي، ونعتقد أن هذا الرأي جانبه الصواب، لأن المقتدر ولد سنة 282هـ، وقتل سنة 320هـ، والأرجح ما ذكره ابن العبرى بأنه عاصر المعتمد على الله بن المتوكل الذى ولد سنة 226هـ، وتوفى سنة 279هـ، حيث عاصر الأخير الكندى(ت 256هـ)، وثابت بن قرة(ت 288هـ).

تاريخ وفاة قسطا مثل تاريخ مولده، غير معلوم، ولم يذكر في المظان التي ذكرته، ربما لأنه، وهو الأرجح، هاجر إلى أرمينية ومات فيها، فقد ذكر المؤرخون بأن حاكم أرمينية استدعاه، وسافر وعاش ومات ودفن هناك، وهذا لم يمنع بعض الكتاب المحدثين من تخمين تاريخ للوفاة من خلال الترجمات التي وصلتنا، فقدر(ديبور، وبروكلمان وغيرهما)  فترة وفاته بسنة 300هـ.

وبالنسبة لأصوله فقد اتفق أغلب المؤرخين القدماء على أنه من أصول عربية، مسيحى من بعلبك، وشذ عن هذا الرأي ابن أبى اصيبعة(668هـ) بقوله: وأصله يونانى، والملفت في هذا السياق أن ناسخ المخطوط المحفوظة في سراى التركية، التي نسخت سنة 349هـ، قد أرجع أصول قسطا إلى اليونان، فقد ذكر فى العنوان: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب الفرق بين الروح والنفس وقوى النفس وماهية النفس، تأليف قسطا بن لوقا اليوناني».

الفهرست هو أقدم مصدر ذكر قسطا وترجم له، مؤلفه(ابن النديم) أشاد بأخلاق وثقافة ومهارة قسطا، وقام بتمييزه عن حنين بن اسحق(ت 260هـ) في الترجمة، بقوله: كان يجب ان يقدم على حنين لفضله ونبله وتقدمه في صناعة الطب، ولكن بعض الاخوان سأل أن يقدم حنين عليه، وكلا الرجلين فاضل، وقد ترجم قسطا قطعة من الكتب القديمة، وكان بارعا في علوم كثيرة منها: الطب، والفلسفة، والهندسة، والاعداد، والموسيقى، لا مطعن عليه، فصيحا باللغة اليونانية، جيد العبارة بالعربية». القفطى(ت 646هـ)، وابن أبى اصيبعة(ت668هـ)، وابن العبرى(ت 685هـ) صنفوه ضمن الفلاسفة:» كان فيلسوفا، إلى جانب أنه كان طبيبا ومهندسا ومنجما، وقيل إنه كان الفيلسوف العربي المسيحي الأول في دولة الإسلام».

[email protected]