عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فقدنا اليوم مناضل حقيقي  .. قيادي وسياسي ونقابي محنك .. فقدنا رمزا  .. نعم انه رمز ليس للسودان ولكن لكل من نطق بالعربيه  .. فقدنا اليوم الاستاذ  والمعلم والسياسي والنقابي  فاروق ابوعيسي  السوداني حتي النخاع  والمصري بحبه لهذه البلد وعشقه لها والمحامي البارع والسياسي الماهر والنقابي المحترف

فجعني الخبر  فكنت انتظر منه ان يحقق وعده بأن يدعوني لزيارة السودان بعد الاطاحه بحكم البشير .. وهو الوعد الذي قاله لي منذ 30 عاما .. عرفته امينا عاما لاتحاد المحامين العرب .. وعضوا ومؤسس لحركه حقوق الانسان العربيه .. عرفته رجل  قومي يعمل لأجل الأمه العربيه ..رايته كيف ساهم مع النقيب الجليل احمد الخواجه في عودة العلاقات بين مصر وسوريا والعراق في نهاية الثمانينات من القرن الماضي

..اشهد انه كان مدافع صلب عن حقوق الامه العربيه في مواجهه الكيان الصهيوني .. وكيف استغل خبرته القانوينه في دعم كل القضايا التي طالت رموز هذا الكيان في كل مكان في العالم  .. ورايته مدافعا  عن حقوق الانسان العربي ضد القمع والاضهاد وكان اتحاد المحامين العرب ملاذ لكل المضطهدين في الوطن العربي   .. وجعله مناره للحريه  الكل يتحدث بحريه في اروقته

 اتحاد المحامين العرب كان اول مؤسسه عربيه تستضيف نيلسون منديلا في اجتماع للمكت الدائم له .. وكان بوابه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لمخاطبة  العالم  ..فكان الاتحاد عندما يحل في بلد يحرص قادة الدول العربيه علي لقاء قاداته والحديث معهم  بكل صراحه وكان يسمع منهم   اوجاع والالم الشعوب العربيه ثقه في قيادة الاتحاد  التي تمثلت في فقيدنا والنقيب احمد الخواجه

فبعد ان ترك ابو عيسي اتحاد المحامين العرب  خمدت انواره التي كانت تشع في المنطقه العربيه  واظلمت اركانه  وفقد دوره القومي والعربي  فهو الذي اتخذ قراراباستضافه المنظمه العربيه لحقوق الانسان  في وقت ضاقت بمؤسسيها البلدان العربيه  .. وتولي الانفاق عليها من ميزانيه الاتحاد ودعم هذه المنظمه التي اصبحت الان هي رائده حركه حقوق الانسان في المنطقه العربيه

فاروق ابوعيسي  هو من نبه العالم ان انقلاب البشير هو انقلاب لجماعة الاخوان المسلمين  وكنت معه لحظه بلحظه في متابعه هذا الانقلاب مع رفيق دربه المرحوم  امين مكي مدني وخضنا معركه مع السلطه المصريه التي كانت تعتقد ان البشير ومجموعته  ليسوا من الاخوان حتي وقعت محاولة اغتيال الرئيس الراحل حسني مبارك  وقتها عرفوا ان الرجل كان علي حق ..لم يلين لحظه في مقاومة نظام البشير حتي تحقق حلمه وراي البشير في السجن الذي اودع فيه ابوعيسي ورفاقه من مناضلي السودان

 رحم الله الرجل الذي اعطي للامه العربيه  وللسودان كثيرا  وكان رمزا للنضال الحقيقي وسوف يقف التاريخ كثيرا امام ماقدمه هذا الرجل    ولانملك الا الدعاء له بالرحمه ولاسرته وتلاميذه وللشعب السوداني بخالص العزاء وندعوا الله ان يلهمهم الصبر والسلوان


.