رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

رحل عن عالمنا مؤخرا الأستاذ الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. جاء رحيله بعد مسيرة عطاء مشرفة دخل معها التاريخ من أوسع أبوابه. إنه الانسان الذى شكل علامة فارقة فى المجتمع المصرى والتى تجسدت فى كل المجالات التى خاضها وكل المهام التى أنيطت به كداعية وباحث، كما تجسدت فى أدائه كوزير للأوقاف على مدى خمسة عشر عاما بدءا من يناير 96 وحتى الثلاثين من يناير 2011 فضلا عن تجاربه الحياتية عبر مجالات الدراسة والبحث والعلاقات الإنسانية.

كان رحمه الله يؤمن بالوحدة الإسلامية ويدعو إليها قائلا: (لا يمكن أن تصبح الخلافات الفرعية عقبة فى طريق تحقيق وحدة الأمة الإسلامية). ولهذا دعا إلى التقارب الذى رأى أنه ضرورة لابد من تثبيتها لا سيما مع ما يجابه الأمة الإسلامية من مخاطر، فالمسلمون فى أشد الحاجة إلى توحيد صفوفهم وتنسيق جهودهم وإذابة خلافاتهم على جميع الصعد، فالحريص على المصلحة الإسلامية لابد أن يسعى نحو التقريب بين المذاهب على أساس أن ذلك يمثل خطوة مهمة على طريق الوصول إلى مجتمع اسلامى موحد الأهداف والغايات لكى يتسنى للأمة الإسلامية الخروج من الجمود الذى يحيط بها من كل جانب. ولهذا كان الدكتور زقزوق حريصا دوما على مواصلة مسيرته فى الدعوة إلى التآلف بين السنة والشيعة. بل كان يتطلع ويأمل فى تكوين جبهة سنية شيعية ضد أعداء الأمة ممن استغلوا الفتنة الطائفية بين المذهبين من أجل بث الصراع واشعال المواقف فى المنطقة. ولهذا كان الدكتور زقزوق رحمه الله يرى أن الدعوة للتقريب بين المذاهب الإسلامية يمثل الضرورة والتى ينبغى على دول المنطقة العمل على تحقيقها لإنقاذ المنطقة من براثن الفتنة وهنا يحمل أمريكا المسؤولية فى ترويج الفتنة وتعميقها منذ أن غزت العراق فى 2003، ويردف قائلا: (عولت أمريكا على ترسيخ الفتنة المذهبية الطائفية لتحقيق السيناريو الذى نسجته من أجل تقسيم المنطقة وتجزئة دولها).

تبنى رحمه الله مبدأ التجديد والذى لا يعنى الغاء ثوابت الدين وإنما التجديد هنا يرتكز على رؤية مستقبلية لتجديد الفكر الفلسفى عبر سعيه إلى دفع مسيرة العقل الفلسفى إلى الطريق المؤدى إلى سلام هذا العالم والذى هو عالمنا جميعا. ونبه إلى الأمل فى ظهور علم مستقبلى جديد يمكن أن يطلق عليه اسم« علم المقارنات الفلسفية»، وهو العلم الذى لم يظهر إلى عالم الوجود بعد، ولكنه سيكون خطوة على طريق التفاهم بين الحضارات. أما ما صدمنى فهو ما أفضى به الفقيد فى لقاء لى معه عندما قال: (هناك اثنان جار كل منهما على حقى الأول وزير أوقاف سابق والثانى وزير لاحق فلقد قاما بعدوان سافر على بعض مشروعاتى العلمية، فوضع كل منهما اسمه على الموسوعة الإسلامية مع رفع اسمى عنها. أى أن كلا منهما طمس الحقيقة بجرة قلم وهو ما أحزننى). وهى القصة التى أوردها الدكتور زقزوق فى آخر مؤلفاته« رحلة حياة» الجزء الثالث تحت عنوان« الاستيلاء على مشروعى الموسوعات والترجمات القرآنية». رحم الله الفقيد فلقد كان نموذجا مبهرا فى الأمانة والصدق وإعطاء كل ذى حق حقه.