رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

أين العالم من وجه الإنسانية وإيران تعيش بين فكى العقوبات وفيروس كورونا؟ والسبب الإدارة الأمريكية التى تتحمل وزر الجريمة التى ارتكبها ترامب عندما انسحب من الاتفاق النووى فى مايو 2018 وأعاد من جديد فرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على إيران ليطوقها بحصار ضار باتت تعانى اليوم من ويلاته، وزادت معه العقبات التى عرقلت جهود إيران لمواجهة تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). والغريب أن تلجأ إدارة ترامب فى مسعى لتحسين صورتها فتطرح عرضًا لتقديم المساعدة لإيران من أجل التغلب على الفيروس. وهو العرض الذى رفضه المرشد الأعلى خامئنى ومعه الحق فى ذلك، فلو أن أمريكا كانت حريصة على مساعدة إيران فى محنتها لبادرت برفع العقوبات عنها فورًا وإصلاح الخلل الذى ارتكبه الآثم ترامب. وبالتالى ظهر عرض الولايات المتحدة بتقديم المساعدة كأكذوبة كبرى من أجل تجميل الوجه الأمريكى القبيح.

لقد ارتكبت أمريكا جريمة ضد الإنسانية بمحاصرتها لإيران برزمة العقوبات الظالمة التى فرضتها عليها ظلمًا وعدوانًا نظرًا لما آل إليه الوضع نتيجة لذلك، حيث تسببت فى تفشى البطالة وصعوبة الحياة ونقص الدواء. وبالتالى كان فرض العقوبات هو الإرهاب بعينه، فمن خلاله أحكمت أمريكا حرمان إيران من ضرورات الحياة، وجاء وباء كورونا ليزيد الطين بلة، فمعه تصاعدت وتيرة الإصابات فى إيران، وتواصل حصد الأرواح إلى حد داهم معه الفيروس المسئولين الإيرانيين حتى طال نحو أربعين مسئولًا فى الحكومة والبرلمان. ومن ثم تصاعدت المخاوف مع الانتشار السريع للفيروس وبالتالى تزايد الشعور بالقلق من أن تصبح إيران المركز الرئيسى لانتشار المرض فى منطقة الشرق الأوسط. ووضح ذلك بعد أن أعلنت كل من البحرين والكويت والإمارات والسعودية ولبنان وقطر عن وجود إصابات بفيروس كرونا لأشخاص جاءوا إليها من إيران، وهو انتشار واسع يهدد المنطقة بأكملها.

وما من شك فى أن فرض ترامب لهذا الحصار الظالم على إيران هو الذى أدى إلى معاناة اقتصادها للكثير من المتاعب، فمعه انهارت العملة المحلية أمام الدولار، وزادت معدلات البطالة وزادت نسبة التضخم. ثم جاء فيروس كورونا ليداهم الدولة ويصعب عليها معه الخروج من عنق الزجاجة. وفضلًا عن هذا فإن العقوبات الأمريكية أثرت بالسلب على القطاع الصحى وأضعفت قدرته على مواجهة الانتشار السريع لفيروس كورونا لا سيما وهى تعانى من نقص فى الأجهزة والمعدات الطبية بسبب العقوبات على القطاع المصرفى الإيرانى. ولهذا دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى رفع العقوبات المفروضة على الدول التى تعانى من فيروس كورونا، وحذرت فى بيانها الصادر فى 24 مارس الجارى من آثار انهيار أى نظام صحى مع تفشى الفيروس. وطالبت بتعليق العقوبات من أجل دعم الحق فى الحياة لملايين الأشخاص. لا سيما أن تفشى الفيروس فى إيران من شأنه أن يعرض جيرانها للخطر، وهو ما أكدته المفوضية من أن الفيروس يتفشى فى الدول المجاورة لإيران. ولهذا يتعين على أمريكا اليوم رفع الحصار المفروض على إيران من خلال رفع العقوبات فورًا، فالرجوع إلى الحق فضيلة.