رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صدق من قال:

«ومن لم يزد عن حوضه بسلاحه.. يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم»

نعم من لم يدافع عن حوضه، أى عن بلده  وأرضه وعن مائه وزرعه، يُهدم، ومن لم يدفع الظلم عن نفسه يظلمه الناس.

تعيش مصر منذ قديم الزمان فى جغرافيا صحراوية يقطعها نيلنا العظيم من جنوبها إلى شمالها ينشر الخير والسلام، وعلى ضفافه نشأت أقدم حضارات الدنيا التى  صدرت للعالم العلم والمعرفة، ولم تكن فى يوم من الأيام إلا ناشرة للخير والسلام وهذا النيل العظيم يمر بين جبالها وهى تحتضنه كأم حنون تحتضن وليدها، تحبه وتخاف عليه، وتدافع عنه بكل ما أوتيت من صلابة ومنعة، إنها الجبال منها بُنيت الأهرام والمعابد التى رسمت هذه الحضارة العظيمة، ومع هذه الجبال شعب صبور حمول كالإبل الصابرة الحمولة التى اكتسبت صبرها من الصحراء الممتدة شرقاً وغرباً، واكتسبت قوتها من قوة الجبال الحامية للنيل هذه اللوحة الجميلة رسمها التاريخ  ورسمتها الجغرافيا العجيبة، وتريد بعض الأيادى الشريرة أن تعبث فيها لأنها ضد الجغرافيا والتاريخ والإنسانية، فهل يمكن لهذه الأيادى أن تفعل ذلك؟ كلا وألف كلا.

إن هذا النيل العظيم ينبع من دول جارة وشقيقة فى قارتنا الطيبة طيبة أرضها السمراء الخصبة، وهذه الدول من  حقها الطبيعى التنمية والتقدم والبناء بالتعاون بعضها مع بعض لأنها شعوب طيبة تستحق الحياة والتقدم، ومن هذا المنطلق وبكل النوايا الطيبة الحسنة ذهبت مصر إلى مفاوضات مع جارتينا إثيوبيا والسودان من أجل الوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن يضمن لإثيوبيا  حقها فى التنمية وكذلك السودان، ويضمن لمصر حقها فى الحياة، واستمرت المفاوضات أكثر من تسع سنوات انتهت بوساطة البنك الدولى وأمريكا ممثلة فى وزير خزانتها، وكادت تصل إلى اتفاق ووقعت مصر بالأحرف الأولى على مسودة هذا الاتفاق لإظهار حسن نواياها وفى التوقيت الذى انتظره العالم للتوقيع على الاتفاق فى نهاية شهر فبراير 2020 وإذا إثيوبيا تعلن عدم جاهزيتها للتوقيع لأنها تريد مزيداً من الوقت الذى استمر أكثر من تسع سنوات ولم تشأ إثيوبيا أن تحبس نواياها لأكثر من ذلك بعد أن أخذتها مصر معها إلى المحطة الأخيرة، ولكنها لم تذهب ولم توقع والسودان ذهب ولم يوقع وشارك إثيوبيا فى هذا الشأن.

فإذا كانت إثيوبيا كما تدعى أبواق إعلامها تريد الاتفاق، فالاتفاق قيد التوقيع فلقد ذهبت الى المفاوضات طواعية، وإذا كانت تريد غير ذلك فإنها سوف تخطئ فى حساباتها وحسابات من خلفها لأنها لا يمكن أن تتحدى التاريخ والجغرافيا والإنسانية وتتحدى حياة أكثر من مائة مليون نسمة يعيشون على أرض مصر الطيبة، وتتحدى كل من يولد على هذه الأرض فى قادم الزمان، فالتحدى لن يقع على سلطة من واجبها حماية شعبها وإنما سوف يقع على  كل من يعيش على هذه الأرض فى وقتنا الحالى، وفى قادم الزمان فليتها تعى ذلك فى الوقت المناسب.

أما السودان الشقيق فالمرارة شديدة من  موقفه، فنحن معها فى كل ما يفيدها من التنمية والحياة ولعل خاطرى ذهب للشاعر السودانى العظيم «الهادى آدم» فى رائيته التى تغنت بها أم كلثوم وهى «أغداً ألقاك يا خوف فؤاد من غدى» فكأنه كان يرى المستقبل، يا خوف فؤادى من غد نتمنى ألا يكون، فماذا يمكن أن يقول شعب السودان العظيم إذا مُنع الماء عن شعب مصر فى غد ورأى الزرع يذبل والضرع يجف والإنسان لا يجد ما يحمله على الحياة، هل هذا يرضيك؟! يا خوف فؤادى من غد.

إن المشكلة ليست عابرة يعلو فيها طرف على آخر، وانتهى الأمر، ولكنها مشكلة ممتدة امتداد النيل، وامتداد الزمان، ومترابطة ترابط شعوبنا فى حدودها ومائها ومستقبلها وآمالها وآلامها.

نتمنى أن تعود إثيوبيا والسودان للحوار والحل وفقاً لما انتهى إليه الأمر قبل أن يسبق السيف العزل.

إنما الحق قوة من قوى الديان أمضى من كل أبيض هندى.

إنه الدفاع عن الحق