رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

 

 

 

 

فى مقاله «ظلموا التحرير. . والسادات أيضاً»، بأهرام 7/2/2020 أبدى الأستاذ محمود مراد ملاحظتين: الأولى أنه رغم شهرة ميدان التحرير، فإنه لا يوجد بالقاهرة رسمياً وقانونياً ميدان باسم التحرير، وما حدث أنه بعد رحيل الرئيس أنور السادات غيرت الحكومة اسم الميدان وأطلقت عليه اسم أنور السادات وأيضاً على الشارع الذى يخترقه، ويرى فى هذا ظلماً على السادات، لأنه لا أحد يعرف الميدان باسمه ولذلك يجب رفع الاسم الحالى الرسمى وإطلاقه على شارع آخر مناسب ولائق بالرئيس السادات. . والملاحظة الثانية أنه عندما تتم عمليات تطوير الميدان حيث تنتصب فيه مسلة فرعونية قديمة بعد ترميمها وحولها أربع قطع أثرية من أيام الفراعنة فى مواجهة المتحف المصرى القديم، ويقول إنه أقدم متحف فى العالم شيد ليكون متحفاً! وبهذا يصبح الميدان مصرياً أصيلاً. . فإنه عندما يجىء أى شخص مصرى أو أجنبى إلى الميدان بعد التطوير سيدرك على الفور الهوية المصرية. . وهو يرى أن هذا خطأ لأن مصر تعتز بتاريخها وحضارتها لكنها أيضاً مع التغيرات والثوابت التاريخية والتطورات فيما بعد ذلك تضع فى هويتها البعدين العربى والأفريقى، ومن هنا مرة أخرى يرى أ. محمود مراد أنه يجب أن يوضع به رمز للعمل العربى بتجديد دعوة إقامة تمثال لعبدالناصر به!

ومع كل التقدير للأستاذ محمود مراد فالفكرة مرفوضة شكلاً وموضوعاً، واضح تماماً انتهاز مقدمة الموضوع ليكون مدخلاً لإقامة تمثال لجمال عبدالناصر به. . ولماذا لا يكون للسادات أو حتى للخديو إسماعيل؟!. . عموماً. . هل من الأمانة العلمية ومن ثوابت التاريخ تجاهل أن الميدان سُمى فى بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية نسبة إلى الخديو إسماعيل. . الذى كانت لديه رغبة شديدة فى تخطيط القاهرة على غرار باريس وإنشاء ميدان يشبه التحرير!. . يحاكى فى تصميمه قوس النصر فى العاصمة الفرنسية. . ميدان التحرير يعتبر أكبر ميادين القاهرة لكنه ليس أهمها حيث يسبقه ميدان رمسيس لوجود محطة مصر فيه وأيضاً لوجود الموقف الأكثر اتساعاً فى العاصمة وحيث تتفرع وسائل المواصلات منه. . وهناك ميدان آخر أهم من التحرير هو ميدان العتبة الخضراء، المركز التجارى الأول فى القاهرة. . وعن رمزية الميدان فهو يشير إلى حرية الشعوب وصمودها حين شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأجنبية منها بدأت احداث ثورة 1919 ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزى.

وفى هذا الميدان كان احتشاد ملايين المصريين فى يوم 28 يناير 2011 يطالبون بتنحى الرئيس مبارك واتخذوا الميدان مقراً لهم لا يغادورنه حتى أعلن نائب مبارك فى بيان رسمى تخلى الرئيس عن منصبه فى مساء الجمعة 16/2/2011 وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد مؤقتاً لمدة ستة شهور. . الحقيقة أن جمال عبدالناصر ألغى اسم مصر وأبدله بإقليم فى الجمهورية العربية المتحدة وأن الذى أعاد اسم مصر إليها، وهو الاسم الذى تكرر فى القرآن الكريم هو محمد أنور السادات. . وأخيراً وليس آخراً. . ظلموا التحرير والسادات وأيضاً الخديو إسماعيل. . أما عن إقامة تمثال بالميدان. . فمن هو الأحق جمال عبدالناصر أم أنور السادات أم الخديو إسماعيل؟!. . لقد أمرنا بالاستقامة فى القول والعمل والشهادة. . شهادة الحق لأنه الحق لا لشىء آخر والله جل جلاله وتقدست أسماؤه وآلاؤه خير هاد للحق بالحق وهو على كل شىء شهيد.