عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

هذه الدنيا

بعد الحرب العالمية الثانية خرج على المجتمع الدولى مشروع اقتصادى طموح لإعادة تعمير دول أوروبا التى تعرضت اقتصادياتها للدمار والكساد وعانت من انتشار الفقر والبطالة مما خلق تربة خصبة لانتشار الشيوعية، فتم إطلاق خطة أو مشروع «مارشال» لإعادة الحياة للقارة الأوروبية.. والمسمى يعود للجنرال جورج مارشال وزير الخزانة الأمريكى(يناير 1947) والذى كان أحد المشاركين فى الحرب العالمية الثانية بصفته رئيسًا لهيئة أركان الجيش الأمريكى. وتم إنفاق نحو 13 مليار دولار أمريكى أسهمت فى إعادة تشغيل الاقتصاد والمصانع الأوروبية.

الدرس المستفاد من «خطة مارشال» أن الخراب الذى عم أوروبا بعد الحرب العظمى أمكن تداركه والتعافى من آثاره شريطة وجود إرادة حقيقية قوية.

دارت فى ذهنى هذه الخواطر بينما يدور حديث صاخب حول أزمة المؤسسات الصحفية القومية، وإجراءات أعلنت عنها الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة الزميل الأستاذ كرم جبر تشمل أمرين فى منتهى الأهمية:

< الأول:="" إجراء="" جلسات="" حوار="" مع="" المعنيين="" من="" المؤسسات="" القومية="" لبحث="" سبل="" إصلاح="">

< والثانى:="" تشكيل="" لجنتين="" إحداهما="" لوضع="" معايير="" اختيار="" رؤساء="" التحرير="" برئاسة="" الدكتور="" محمود="" علم="" الدين="" عضو="" الهيئة،="" والأخرى="" لوضع="" قواعد="" اختيار="" رؤساء="" مجالس="" الإدارة="" برئاسة="" الدكتور="" محمد="" توفيق="" عضو="">

لقد سبق أن نشرت هنا فى «الوفد» على مدى السنوات الثلاث الماضية سلسلة من المقالات العلمية الموثقة بالأرقام والحقائق المستندة إلى دراسات أعددت جانبًا منها وشاركت فى جانب آخر حول واقع هذه المؤسسات ووضع «خريطة طريق» واضحة لكى تخرج من محنتها.. ورغم أن تأخير الإصلاح فى أى مجال يجعل منه أكثر كُلفة ويقلل من فرص نجاحه، إلا أنه فى النهاية يبقى مطلوبًا حتى ولو جاء متأخرًا.. أن يأتى الاصلاح متأخرًا أفضل من ألا يأتى أبدًا..

الحمد لله ..أننا وصلنا إلى قناعة بأن هناك مشكلة، وأن ما كنت أكتبه لم يكن دخانًا فى الهواء، بل هو إشارات إنذار مبكر أكتبها من واقع تخصصى الدقيق فى هذا المجال، وأرى أن المرحلة القادمة فى حاجة إلى «خطة مارشال صحفية» يتم العمل فيها من خلال المحاور التالية:

1-   إلزام قيادات المؤسسات والصحف بتقديم كشف حساب عما فعلته فى المؤسسات التى تولوا أمانة مسئوليتها منذ الأول من يوليو 2017، كيف كان حال هذه المؤسسات وقت استلامها.. وإلى أين وصلت حاليًا؟

2-   وبناء عليه وفى ضوء ما سيتضح من تقييم.. أعتقد أن من كان طرفًا فى المشكلة لا يجب أن يكون مشاركًا فى الحل خلال الفترة القادمة.

3-   أن يتم اختيار القيادات القادمة وفق آلية واضحة يتقدم فيها المرشح بخطة أو دراسة يرصد فيها مشاكل المؤسسة أو الإصدار المُتقدم له، وسبل النهوض به وفق جدول زمنى واضح ومُحدد، وأن تتم مناقشته فيما يقدمه، ومتابعة مؤشرات الأداء داخل الصحف والإصدارات بشكل دورى كل 3 شهور كحد أقصى.

4-   أن يتم تقييم الإصدارات الصحفية وعددها 55 إصدارًا قوميًا وفق دراسات اكتوارية يتحدد فى ضوئها موقف كل إصدار، مع التأكيد على أن الدمج أو التحول من الورقى الى الالكترونى ليس هو الحل دائمًا، إنما هو وسيلة من يريد أن يريح نفسه من عناء التفكير والعمل.

5-   أن يتم وضع رؤية مركزية واضحة على مستوى الهيئة الوطنية لمسألة أصول المؤسسات القومية، وأعادة النظر فى عملية الدمج العشوائى التى تمت فى 2009 بحرمان المؤسسات الكبرى الثلاثة (الأهرام وأخبار اليوم ودار التحرير) من أصول مؤسستى دار التعاون ودار الشعب التى أُحيلت للقومية للتوزيع دون أن أدنى احتياج لها، مقابل إغراق القومية للتوزيع والتى كانت واحدة من أنجح وأهم الشركات فى مصر بأعباء وديون ومرتبات عمال وأصول غير مستغلة تتمثل فى أراض بمواقع متميزة وماكينات طباعة تم تكهينها لعدم استخدامها خلال الـ11 عامًا الماضية.

وأخيرًا.. أؤكد أن الصحافة صناعة كبيرة وحساسة ولها أصولها واقتصادياتها، ولا يجب أن تُعامل المؤسسة الصحفية بطريقة مصنع المكرونة.. اتركوا العيش لخبازه ولو مرة واحدة ولن تخسروا شيئًا.

[email protected]