رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى مجتمع الفضيلة الذى نرفل فيه، لا مكان للزفرات والعبرات والآهات والمفردات والمترادفات والاستعارات والمكنيات، حزب الفضيلة ينشط حثيثا،   يفرض قاموسه الخاص،   يفتش فى النوايا،   يبحث عن خط فى لوحة،   وكلمة فى رواية،    وشطر فى قصيدة،   ولقطة مقربة فى حمام فى فيلم رومانسى.

استباح " المحتسبون الجدد " سمعة الأدب والفن والشعر والفكر المصرى،   واسخنوه جراحا،   كلما فاه كاتب أو مفكر أسرعوا الى الابلاغ عنه ليحاكموه قضائيا،    ارهبوا المفكرين،   واهدروا دم المصلحين،  وفرقوا بين المرء وزوجه فى المضاجع،   لا يطيقون تفكيرا،   يتلمظون تكفيرا.

ماكينة التكفير لها صرير يصم الآذان، البعض صار يتحسس رقبته، مسجونون فى سجن الخوف، من هؤلاء الذين يسوقوننا إلى المذبح، من أين لهؤلاء هذه السطوة على البلاد والعباد، إلى متى نظل أسرى مقيدين أمام  تفحش " المحتسبين الجدد "،   يتوعدون، محملين بروح تكفيرية عاتية. لعنة التكفير أصابت العصب المصرى منذ زمن بعيد، وتمكنت من العقل الجمعى،   نسبح عراة عزلا فى بحيرة التكفير، ونجدف بما أوتينا من عزيمة للإفلات من تماسيح التكفير ترقد ممددة على الشاطئ تنتظر فريستها منهكة،   التكفير صار لبانة فى الأفواه، يمضغونها، ثم يبصقونها فى وجوه الذين أبدعوا، وقالوا إنا مفكرون .

العاجل إيقاف ماكينة التكفير القضائية عبر بلاغات أقرب الى البلاعات تبتلعنا، تكتب يبلغ عنك،  تفكر يبلغ عنك،   مطلوب تحرك  قبل أن تجز الماكينة الشرهة مزيدا من الرقاب،  فليهب المثقفون ويثبتوا فى وجوههم، دفاعا عن حق مشروع  فى التفكير، الحرية تستحق،  والإبداع الحر حق مستحق، حرية الابداع من حقوق الانسان.

أخشى تماماً،  تفشى حالة المطاردة العقورة التى تعد الأنفاس فى صدور المبدعين،   هذا يضع المبدعين فى قفص الاتهام ابتداء،   ويطرحهم كاللحم المكشوف على قارعة الطريق،  المحتسبون الجدد يستحلون عقول البسطاء،   يحرضون علينا،   باعتبارهم سدنة الفضيلة ،  خلاصته يهدرون دماءنا على قارعة الطريق  .

لن ألوم مكفراتيًا،  ألوم من فتح الشباك لينفذ منه كفره،  ولا ألوم محاميا محتسبا،   من مكنه من الرقاب بورقة بيضاء ورسوم قضائية،   البلاغات التكفيرية خطر داهم،   البلاغ يحرر ليشير تشييرًا،   حية تسعى بين الناس،   لسنا معصومين ولا نطلب عصمة،   المجتمع الصحيح يقتات الحوار ليس الخوار،   الحوار من سمات الانسان،  والخوار من فعل من لا يحسنون الحوار .

البلاغ الى النائب العام،   للأسف وسيلة  لا تكلف كثيرا، والضجة المصاحبة للبلاغ  تغرى الذى فى قلبه مرض،   خطير جداً تفشى حالة المطاردة العقورة التى تعد الأنفاس فى صدور المبدعين،   هذا يعجز المبدع عن إبداعه،   ويتحسس رأسه دوما ودائما وعلى طول الخط حتى يخرج العمل الى النور .

أخشى تعقيما قسريا للإبداع، هذا يضع المبدعين فى قفص الاتهام ابتداء،   ويطرحهم كاللحم المكشوف على قارعة الطريق، سيتحول المبلغون سريعا من الإسقاطات السياسية الى السقطات اللفظية، ثم يدلفون الى السقطات الأخلاقية،   ثم تتطور الحالة الى هذا حرام والعياذ بالله، حساب الفكر بمنظور الحلال والحرام وكأننا نوطئ لقدم جماعات المحتسبين الجدد مجددا فى الساحة المصرية  .

المطلوب فتح مسام المجتمع على إبداعات المبدعين،  فإذا ما جادت قريحة المبدع بما هو صادم، لا يطلب أحدهم مصادرته بل مناقشته،  الحالة الحوارية والجدلية هى ما نرجوه،  وليس هناك من هو فوق النقد،   حوار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والدكتور محمد عثمان الخشت فى مؤتمر تجديد الفكر الإسلامى نموذج ومثال،  فلننح البلاغات جانبا وتتفرغ للحوار،   الحوار ليس الخوار،   الحوار من سمات الرقى الإنساني،   والخوار قصة أخرى،   لماذا نعلى الخوار يصم الآذان على الحوار الذي ينعش العقل.