رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بميلاد السيد المسيح له المجد، ولد لنا السلام والمحبة والفرح، فهو عيد المحبة والتسامح والسلام فى ملحمة رائعة من التآخى والصداقة والأحاسيس الجميلة فى ربوع العالم.

منذ آدم الإنسان الأول حتى الآن، والبشرية كلها تبحث عن السلام والمحبة والعدل الإلهى، إن مشكلة السلام والتسامح والعدل تؤرق العالم أجمع وخاصة فى هذه الأيام بلادنا العظيمة المباركة منبع الأديان بعد ثورة 25 يناير التى تبحث الآن عن وجود السلام والمحبة والعدل والمساواة بين هذا الشعب الواحد الذى عرف الله قبل كل الأديان، فالسيد المسيح قد جاء من أجل العالم كله لأنه أحبه، وقدم ذاته من أجله، المسيح ليس شخصاً ولد عبر التاريخ، ولكن هو قلب التاريخ والكون وصانع الحياة، وجميع الأنبياء تنبأوا به قبل مجيئه بأكثر من 800 عام قبل الميلاد من كل بلاد العالم وليس أنبياء اليهود فقط ومنهم من بلاد الفرس «إيران» والرومان واليونان، والصين على
 مر العصور، فهذا هو المسيح ملك الملوك ورب الأرباب الذى ولد فى بيت لحم بفلسطين.

ومنذ لحظة ميلاده أعلن عن طريق الملائكة النشيد المفرح للعالم أجمع «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» تأكيداً على أن البشر أسرة واحدة.

فالخطية أفقدت البشرية سلامها، ومحبتها.. والكتاب المقدس يقول فى سفر أشعياء «لا سلام قال الرب للأشرار» الخطية والسلام لا يمكن أن يجتمعا معاً، فالسيد المسيح جاء ليغير بعض المفاهيم التى كانت سائدة مثل العين بالعين والسن بالسن.. الخ، وأحدث تغييرات جذرية فى حياة الإنسان من مبادئ روحية وفكرية لعل أهمها المحبة والتسامح والسلام والعدل ووضع ناموساً لهذه المبادئ الروحية والاجتماعية، فقال «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم» لكى يعلمنا التسامح والمحبة وفعل الخير مع الجميع حتى مع الأعداء، وقدم لنا مثل السامرى الصالح حينما قال «لا تقاوم الشر بالشر، ومن لطمك على خدك فحول له الآخر أيضاً» لكى يعلمنا عدم المقاومة وكيف نهرب من الشر والانتقام، وقدم لنا نموذجاً حينما هرب من وجه هيرودس الملك مع العائلة المقدسة إلى أرض مصر، لكى يجعل السلام الحقيقى فى قلوبنا، وهذا السلام نريده على الأرض، ولا يكون بين أى أحد خصومة، بل يعيش الكل فى حب وسلام مع الله، وسلام الإنسان مع الآخر، وسلام القلب من الداخل، هذه هى بركات التجسد الإلهى فى كل مكان وزمان، فهو يريدنا أن نحافظ على رباط المحبة والسلام بيننا جميعاً، لقد ترك المسيح أعظم عطية فى تاريخ البشرية بقوله «سلامى لكم، سلامى أعطيكم»، فالذين يصنعون السلام على الأرض فيعوضهما الله كل خير، ويتمتعون بذلك السلام فى السماء «فطوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون»، مبارك شعبى مصر، وكل عام وأنتم بخير.

--

كاتب وباحث قبطى