رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

مع نهاية عام مضى بخيره وشره واستقبال عام جديد، خاصة اذا كان هذا العام الآفل والجديد يفصل بين عقدين من الزمان، يكثر حساب النفس لذاتها ويزداد مع ذلك الأمل فى أن يكون القادم أفضل. واذا تركنا حساب وآمال نفوسنا الفردية جانبا لأن كلا منا أدرى بكيفية حسابه مع نفسه وركزنا على الشأن العام فإن آلامنا بلا شك تتجاوز آمالنا بل وربما ازداد معها احساسنا بالغضب والضيق، مما يمر بنا فى الواقع العربى من أزمات وتحديات فاقت فى كثير من الأحيان قدرتنا على التحمل ولم تعد تحتمل أن نكتم رأيا أو نتنازل عن تقديم اقتراحات لحلول مشكلاتنا المزمنة خاصة أن التحديات تزداد لدرجة تهدد الوجود العربى فى جوهره؛ فقد أصبحنا أمام تحدى وجود وليس فقط تحدى هويه!!

إن من ينظر حوله سيجد أن العرب اليوم أصبحوا محاصرين بين ثلاث أذرع للشر تتربص بهم؛ فهناك الذراع الايرانية بأطماعها الفارسية الشيعية التى تتمدد عبر العراق وسوريا ولبنان واليمن ودول الخليج العربى محاولة السيطرة والهيمنة وايجاد مناطق نفوذ ولا يعنيها أبدا استقرار ووحدة الدول الوطنية المجاورة لها. لقد تناسىى الحكام الايرانيون فيما يبدو أو كادوا أن بجوارهم دولا وشعوبا اسلامية مثلهم محبة للاستقرار والسلام! وهناك مؤخرا الذراع التركية المتحفزة دائما للقفز على الدول المجاورة واستلابها لتحقيق حلم طوباوي لم يعد له وجود إلا فى خيال رجل تركيا المريض هو وأتباعه بداء استعادة الخلافة التى ماتت منذ زمن بعيد نتيجة أفعال أجداده الذين كانوا السبب المباشر فيما يعانيه العالم الاسلامى اليوم من تخلف وجمود! وهناك فيما وراء هؤلاء وأولئك الذراع الأخطر والمحرك الخفى للذراعين الأخريين وهما لا تشعران، أقصد الذراع الاسرائيلية الأمريكية التى لا تزال تحاول بكل جهدها وبمعاونة زبانيتها وجحافلها تحقيق خارطة الطريق الصهيونية المرسومة منذ سنوات لتفتيت الدول العربية وتقسيمها إلى دويلات صغيرة لا شأن لها ولا حول لها ولا قوة مستخدمة كل الوسائل الاستعمارية المشروعة وغير المشروعة، الظاهرة منها والباطنة!

 والعجب العجاب فى زماننا العربى البغيض أن هذه الأذرع الثلاث تحاربنا بأموالنا وتساعدها جميعا ذراع مسمومة تنطلق من دويلة عربية صغيرة الحجم والقامة لكنها كثيرة الأموال ويحكمها طغمة حاكمة لا يهمها إلا البقاء على كرسى الامارة!! وتستخدم هذه الأذرع الكريهة أسلحة غير تقليدية من بينها جحافل من الميليشيات الجاهلة بجوهر الدين ومعنى الوطن والمستعدة لبيع نفسها وأوطانها مقابل دراهم معدودة ووعود زائفة بجنة الخلد والحور العين، وقنوات فضائية تبث الشائعات والتقارير المزيفة مستهدفة شق الصفوف وفقدان الثقة بين المواطنين وحكامهم وبين الطوائف باختلاف نحلهم ومللهم، وكل ذلك ليكون الصيد سهلا وتكون الفريسة سهلة الابتلاع والهضم !!

إن كل هذه التحديات والمؤامرات والحروب التى يواجهها عالمنا العربى جديرة بأن توقظ كل نائم وتهز مضاجع كل غافل عما يجرى حولنا وما يراد بنا!! صحيح أن بعض الدول العربية نجت أو كادت تنجو من فخ ما يسمى بالربيع العربى وهو فى واقع الحال الخريف العربى بل قل الضياع العربى إلا أن السيناريوهات متعددة وتتجدد تبعا للظروف وردود الأفعال. وعلينا أن نعى أنه على قدر التحديات تكون الاستجابة كما قال مؤرخ الحضارات الشهير أرنولد توينبى، ولما كان التحدى هنا تحدى وجود ويؤذن بالأفول لكثرة وتوالى المؤامرات والحروب التى تواحهنا فى المنطقة العربية لدرجة أن أصبحت المنطقة الوحيدة فى العالم التى تواجه كل هذا الكم من المحن والحروب، فلتكن استجابتنا على قدر التحدى !! وفى اعتقادى أن هذه التحديات لا يمكن لدولة عربية أن تواجهها بمفردها والأعداء فى واقع الحال يسعون لالتهام الفرائس واحدة بعد أخرى، ومن ثم فقد نجحوا فى التهام فلسطين وكسر ارادة العراق وسوريا واليمن وهم يفعلون فعلهم الآن فى ليبيا ولبنان والبقية تأتى ورغم نجاة مصر وتونس واستفاقة الجزائر والسودان إلا أن العدو لا يزال متربصا يتحين الفرص لغفلة فرائسه ليعود للانقضاض عليها!! فما العمل وكيف ننجو من هذا المصير الذى ينتظرنا جميعا؟!