عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

حين فكرت فى الكتابة عن أستاذى الراحل الكاتب الكبير مصطفى شردى ـ رئيس تحرير الوفد ومؤسسها والنائب البرلمانى عن بورسعيد ـ تردد القلم فى يدى أكثر من مرة واحترت من أين أبدأ، هل أتحدث عن مصطفى شردى "الصحفى" أم "الكاتب" أم "النائب" أم "الإنسان" أم "الأستاذ"؟ الحقيقة أن شردى كان كل هؤلاء مجتمعين، وقد أضحى علامة مميزة بين أبناء جيلى الذين تتلمذوا وتعلموا على يديه، سواء من خلال اللقاء معه أو عبر كتاباته التى أصبحت عنوان النزاهة والحقيقة البعيدة عن أى غرض أو هوى.

عرفت الراحل مصطفى شردى فى الوفد بالمبنى القديم فى النصف الثانى من ثمانينيات القرن الماضى بعد تحول الوفد إلى صحيفة يومية، حيث كان لى شرف أن أصبح أحد فرسان الجيل الذهبى لـ«الوفد» فى انطلاقتها الثانية بعد تحولها إلى صحيفة يومية فى مارس 1987 بعد الانطلاقة الأولى فى العام 1984 أثر عودة الوفد إلى الحياة السياسية وتولى فؤاد باشا سراج الدين رئاسة الوفد.

كان شردى أستاذًا بكل معنى الكلمة وأحد فرسان الصحافة الكبار فى مصر والوطن العربى، يكفيه فخراً أنه أسس صحيفة الاتحاد الإماراتية فى سبعينيات القرن الماضى مع صديقيه الراحل جمال بدوى والكاتب عباس الطرابيلى أمد الله فى عمره، وقد أصبح الثلاثة فيما بعد فرسان الوفد بعد صدورها قبل أن ينضم إليه الكاتب الراحل سعيد عبدالخالق.

أذكر فى إحدى المرات أن صعد الأستاذ مصطفى شردى بصحبة الراحل جمال بدوى والأستاذ عباس الطرابيلى إلى قسم التحقيقات الصحفية بالجريدة؛ فوقفنا لهم جميعاً احتراماً وتقديراً، فقال الأستاذ شردى إنه يريد صحفياً جسوراً هماماً للقيام بمهمة صحفية خطيرة؛ بصراحة خفنا جميعاً من التصدي للقيام بتلك المهمة لأن الفشل فيها يعنى فورًا الفصل من الجريدة بدون مقدمات، ولما وجد شردى ترددنا؛ صمت وأخذ ينظر إلينا جميعاً بعين متفحصة، وهنا تدخل الأستاذ الراحل جمال بدوى فقال له: اسمح لى يا أستاذ شردى أن أرشح لك المحرر المطلوب فوافق على الفور وهنا فوجئت بالأستاذ جمال بدوى يشير إلىّ قائلاً: طلعت المغربى، بصراحة خفت من المهمة ولكن لما وجدت الاختيار وقع علىّ استعديت للقيام بها مهما بلغنى الأمر، ولما سألت عن المطلوب عرفت أنه يجب إعداد حملة صحفية من «5» حلقات عن النعوش المصرية الطائرة العائدة من العراق، سألت عن المدة المطلوبة؛ فقيل لى 3 أيام أو أربعة، فرشحت اسم الزميل مصطفى عبدالرازق لمساعدتي فى الحملة ووافق الأستاذ جمال بدوى، وسرعان ما بدأنا العمل معا أنا ومصطفى عبدالرازق وأنجزنا المهمة فى زمن قياسى، ولقيت الحملة استحسان قيادة الجريدة.

الصحفى مصطفى شردى النائب لا يقل شهرة من شردى الصحفى والكاتب، ويكفى أنه كان أشهر نواب بورسعيد فى الثمانينيات تقريباً، ويكفى شردى فخراً أنه كان الكاتب الصحفى الوحيد الذى قام ببيع السيارة المرسيدس التى أهداها إليه صدام حسين مع رؤساء تحرير الصحف المصرية لكى يشترى بثمنها عدة سيارات تساعد صحفيى الوفد فى أداء مهامهم الصحفية.

وبخلاف الكاتب والنائب، كان شردى إنسانًا بكل معنى الكلمة، وله مساعدات كثيرة قدمها لمن يحتاجها فى صمت ودون إعلان، وبصراحة كان شردى مايسترو الوفد بكل معنى الكلمة ومازلنا نفتقده إلى الآن.