رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أثارت حفيظة المصريين تصريحات أبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى حول استعداد إثيوبيا للدفاع عسكريا عن سد النهضة. لكن من المعروف سياسياً أن هذه التصريحات للاستهلاك المحلى فقط. ومن المهم أن نبنى رأينا على معلومات صحيحة وكاملة حتى نتمكن من صنع رأى عام مبنى على أساس سليم.

ولما كانت إثيوبيا هى منابع النيل، فلا يمكننا أن نقول لها لا تستفيدى من مياه النيل التى تسقط على أراضيك، ولكننا نستطيع أن نتمسك بحصتنا فى مياه النهر، وفقا للقانون الدولى ومبدأ لا ضرر ولا ضرار. إن هدف إثيوبيا من السد هو إنتاج الكهرباء مثل السد العالى. إذن لا بد من تمرير المياه من أمام السد حتى تدور التوربينات وتنتج الكهرباء، وبالتالى لا يمكن لإثيوبيا منع المياه القادمة إلى مصر بإقامة السد، وحتى فى أسوأ مخاوفنا أن تمنع إثيوبيا المياه فإن مياه الفيضان سوف تغمر السد وترتفع عنه وتتجاوزه  وبالرغم أن إثيوبيا هى أهم منابع النيل، إلا أن حقنا ثابت من آلاف السنين فى مياه النيل  وخلافنا مع إثيوبيا هو أساساً على عدد سنوات لملء البحيرة التى ستتكون أمام السد،  وحديث الأرقام يوضح أن أكبر سعه للبحيرة أمام  سد النهضة هى 75 مليار متر مكعب.  مطالبنا فى مصر هى ملء هذه البحيرة فى سبع سنوات بحيث ينقص فقط كل سنة 15 مليار متر مكعب، وهذا النقص يمكننا استيعابه حيث لدينا احتياطى فى بحيرة ناصر 170 مليار يمكن أن نأخذ منهم 15 مليارا كل سنة، فنتجاوز سنوات ملء بحيرة سد النهضة بأقل الخسائر خاصة لو جاء فيضان عال مثلما حدث هذا العام 2019 م.

إثيوبيا تريد ملء الخزان فى 3 سنوات فقط لتحقيق إنجاز للشعب الإثيوبى، وهذا سوف يحرمنا من 25 مليارا كل سنة مما يعرضنا لنقص كبير فى هذه السنوات الثلاث، على هذا نتفاوض، والكهرباء التى سينتجها السد سوف تبيعها إثيوبيا للسودان ومصر بسعر منخفض  إلى حين أن تتمكن من عمل شبكة كهرباء داخل إثيوبيا نفسها فى المستقبل.

أما مخاوفنا فهى مشروعة، ولكن لابد أن نعرف أن كل السيناريوهات واردة وكل المخاوف هناك إجراءات لتفاديها  ولا مجال للحديث عن تعطيش مصر أو توصيل مياه النيل لإسرائيل. فكل هذه مخاوف لا محل لها من الإعراب، وقد أوضحنا كيف سنستوعب نقص المياه خلال ملء السد، كما لا يحق لأى دولة من دول حوض النيل نقل المياه لأى دولة أخرى خارج دول الحوض، وسمعنا عن مخاوف من أن ينهار السد وفى هذه الحالة تغرق مصر. ولتوضيح الاستعداد لهذا الاحتمال، فإن المضار الأكبر هو السودان لانخفاض مستوى بعض مدنه، وإذا انهار السد فإن المياه سوف تأخذ أكثر من شهر لتصل للسد العالى، وخلال هذه الفترة سوف نفتح بوابات السد العالى لتخفيض منسوب بحيرة ناصر بحيث تكون عند أدنى مستوى، فيمكننا أن نستوعب المياه الواردة بدون أضرار كبيرة، وحتى إذا زادت المياه أمام السد العالى فسوف تدخل الزيادة إلى مفيض توشكي كما يحدث حاليا عندما تجاوز ارتفاع المياه فى بحيرة ناصر 181  مترا فوق سطح البحر، فتدخل الزيادة إلى المفيض.

أما حديث القوة العسكرية وإننا نضرب لهم السد ورفض المفاوضات، فكل هذا حديث الخبثاء الذين يريدون توريط النظام الحالى فى معارك لا داعى لها، ليتمكنوا من إيجاد منصة جديدة لمهاجمة الرئيس والمطالبة برحيله، لا داعى للمبالغة فى القلق، الأمن القومى والمائى المصرى مصان، ولا أحد يستطيع تعطيش مصر.