عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

هناك تعبير شهير للكاتب الكبير الراحل صلاح حافظ، نجم مؤسسة روزاليوسف، وهو أن الصحفى الذى يجيد صياغة الخبر فى مراحله النهائية قبل الدفع به للنشر دون أى خطأ ـ الديسك المركزى ـ يعتبر أسطى  فى قاموس مهنة الصحافة تماماً مثل الأسطى المهندس والأسطى الدكتور والأسطى الميكانيكى، ولو طبقنا هذا المفهوم على الكاتب الصحفى الراحل سعيد عبدالخالق رئيس تحرير الوفد الأسبق نجد أنه كان أسطى الوفد بكل معنى الكلمة.

كان الكاتب الراحل أحد الصحفيين الأربعة الكبار الذين أسسوا الوفد فى العام 1984 بجريدة أسبوعية قبل أن تتحول الى صحيفة يومية فى مارس 1987، مع الأستاذ الكاتب الراحل مصطفى شردى ثم الكاتب الراحل جمال بدوى، والأستاذ الكبير عباس الطرابيلى أمد الله فى عمره.

بخلاف الوفد كان لدى الأستاذ سعيد عبدالخالق تجارب صحفية أخرى لعل أبرزها جريدة الأحرار التى أتى منها الى الوفد ثم صحيفة الميدان التى تولى رئاسة تحريرها بعد خلافه الشهير فى الوفد مع الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد الراحل ثم الأهرام التى عمل بها بعد استقالته من رئاسة تحرير الوفد قبل رحيله عن عمر يناهز الـ«60» عاماً.

تميز الأستاذ سعيد بقدرته الفائقة فى كتابة الخبر وصياغته وأذكر أننى عملت معه واستفدت منه كثيراً خلال عملى بالديسك المركزى فى الوفد وأشهد أنه كان حيادياً فى تقييمه لا يجامل أى أحد فى نشر أى خبر ومراجعته، المهم عنده المهنية أولاً وأخيراً، وقد ذكرتنى حرفية الأستاذ سعيد فى صياغة الخبر بالراحل مصطفى أمين، حيث ذكر  الكاتب الكبير موسى صبرى فى مذكرته «50 عاماً فى بلاط صاحبة الجلالة» أنه زار الأهرام فى الاربعينيات وكان وقتها مصطفى أمين رئيس قسم الأخبار الذى رحب بموسى صبرى ثم جاءه اتصال تليفونى من مصدر وأمسك مصطفى أمين بالورقة والقلم وكتب الخبر ثم قام من مكتبه ليتفقد قسم الأخبار ويذكر موسى صبرى أن الفضول دفعه لقراءة الخبر كما كتبه مصطفى أمين من التليفون مباشرة فوجده مصاغاً بطريقة رائعة لا تحتمل أى تعديل أو اضافة، ما يؤكد حرفية مصطفى أمين الكبيرة فى صياغة الخبر وكذا كان سعيد عبدالخالق والذى أضفى عليه الاشراف على باب العصفورة شهرة كبيرة وكان يدقق بنفسه فى كل خبر ويستوثق من المصدر مباشرة اذا شك فى خبر ما.

على المستوى الإنسانى كان سعيد عبدالخالق يمثل الرجولة الحقيقية بمعناها الحرفى لا يتخلى عن مساندة أى أحد يطلب منه خدمة ما طالما كانت مشروعة، وقد قصدته فى احدى المرات  لخدمتي فلم يتأخر عن الوقوف معى لأننى كنت صاحب حق، كما كان لا يتأخر عن التوصية لدى بعض الزملاء فى الحصول على خدمة علاجية طالما ان ظروفه لا تسمح بالعلاج على نفقته الخاصة، باختصار كان سعيد عبدالخالق صاحب يد بيضاء قدمت الخدمات للكثيرين، وعلى المستوى الاجتماعى كان صاحب نكتة، أذكر أنه فى احدى المرات طلب منى شومة صعيدية وبالفعل أحضرتها له فقال انه كان يداعبنى وحاول أن يدفع ثمنها الا اننى رفضت تماماً.

فى آخر أيامه طلب منى اجراء حوار صحفى مع وزير الداخلية فاعتذرت لكثرة مشغولياتى ومرضي وتقبل الرجل الاعتذار بقلب الأخ الكبير. رحم الله الأستاذ سعيد عبدالخالق وأسكنه فسيح جناته.