رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ثورة 19 هى الثورة الأم التي نتج عنها دروس فى كيف تكون الثورة وكيف نجنى ثمار نجاحها وكيف نتخذ منها نورًا ننير به ظلمات الطريق، وعودة إلي هذه الثورة العملاقة التي قادها بطل الأبطال علي مجريات تاريخنا الحديث ابن الأزهر ـ ابن المحاماة والقضاء ومن قبل ومن بعد ابن مصر البار وزعيمها، والذى ـ كما قال عنه عملاق الأدب العربى «عباس محمود العقاد» عن سعد باشا زغلول: «إنه تمثلت فيه الزعامة فى أقصى مراميها، وأنه طبق بحق وبصدق كل معانى الحب ما بين الزعيم وشعبه، فقد أحب الشعب المصرى سعد زغلول كما لم تحب أي أمة زعيمًا لها أو قائدًا، عاش سعد باشا كما كانوا يطلقون عليه فى قلب الجماهير ووقف علي طموحاتهم وآرائهم حتى «نبض قلوبهم» استمع إليها واستمعت الأمة قاطبة إليه ـ ارتبط اسم سعد بمعطيات الطبيعة وأصبح فى نظر المصريين ـ كل المصريين ـ جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية ـ عاش فى ضمائرهم حبًا وعقيدة ويكفى كما أجمع رواة التاريخ السياسى «أن سعدًا ارتبط بالأرض الطيبة وأصبح جزءًا من أشجارها ونخيلها ووردها وبستانها أليس هو ـ كما أنشد القيثارة الشعبية وراوى أشجانها وأفراحها «سيد درويش»: «زغلول يا بلح زغلول» من هنا كانت: والنخل باسقات لها طلع نضيد هى «الرمز الانتخابى لحزب الوفد العتيد».

<>

إذا فتحنا كتاب سعد زغلول رأينا كما أشرنا الزعامة الحقة، الكاريزما السياسية فى أبهى صورها وفى أجل وأسمى معانيها، وكما قال عنها عبدالعزيز البشرى فى «المرآة»: «بسطة فى الجسم، بسطة فى العقل الواعى، بسطة فى حديثه وخطاباته الأخاذة فى بلاغة، أخاذة فيها جانبية للجماهير هو الذى وحد الأمة فى نسيج واحد، الوطنية المصرية واحدة، المسلم فى عقيدة جنبًا إلى جنب مع أخيه القبطى، وكم تبوأ الأقباط مكانًا عليًا فى حكومات الوفد المتتاليات ولن تنسى الأمة مقولة سعد عن دماء شهداء ثورة «1919»: «إن رصاص الانجليز لم يفرق ما بين دماء المسلم أو المسيحى» وحين تختلط الدماء فى هوى الأوطان يكون الخلود والبقاء لسعادة البشر.

<>

وحينما كانت تدق أجراس الكنائس ويقف المؤذن داعيًا إلي الصلاة تختلط الأصوات منادية نحو السماء: إنه البقاء وإنه الخلود وإنه العطاء السامى والرائع لتلك «الوحدة الوطنية» فى علوها وسموقها وخلودها.

واتذكر كما كنا ننادى فى كفاح شباب مصر ضد الملك وضد الإنجليز فى ضوء تعاليم الثورة المصرية الكبرى «ثورة 19»: نموت ..نموت وتحيا مصر.

متضامنون علي الجهاد فما ترى

إلا مسيحيًا يؤازر مسلمًا

هش المقدس للمؤذن داعيًا

وحنى الهلال علي الصليب وسلما

الأمة مصدر السلطات قالها سعد فى مواجهة الملك فؤاد، والحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة قالها سعد فى وجه الطغاة.

<>

مصر فى حاجة إلى همة أبنائها جميعاً حتى تشرق معها شمس الحياة السياسية الكريمة، وتتخذ من دماء الشهداء نبراساً، ومن سير الزعماء نوراً يفرش ضوءه على ظلمات الطريق.

أسجل هذه الخواطر استلهاماً من وحى ذكرى الزعيم الخالد سعد باشا زغلول، هو عنوان واضح وبرهان ساطع للزعامة الحقة، ولحب الأوطان.

وفى النهاية أذكر ـ فيما أذكر ـ حينما كنا نحتفل بذكرى سعد ووقفنا على قبره فى «المنيرة» بجانب «بيت الأمة» وكان فى رفقتنا إبراهيم باشا فرج، ابن سعد والنحاس وطلب منى أن أرتل على قبر الزعيم ما قاله عنه رثاء شاعر النيل حافظ إبراهيم.. وما قاله حينما امتدت يد الإثم لتطلق الرصاص على الزعيم سعد فى محطة مصر... ويومها دقت قلوب مصر والمصريين على ما أصاب سعد.

الشعب يدعو الله يا زغلول

أن يستقل على يديك النيل

إن الذى اندس الأثيم لقتله

قد كان يحرسه لنا جميل

وإن جبريل حارس لمصر يوم مماته، ويوم خلوده، فى مقعد صدق فى جنة رب العالمين.

ودائماً وأبداً: إلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان.