رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

(نحو المستقبل)

يعانى المواطن العربى عموما والمصرى خصوصا حالة من السطحية والهزال الثقافى، نتيجة لغياب الدور الفاعل لوسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، فلقد دخلت المجلات والصحف عصر الانهيار والغياب نتيجة عدم قدرتها على ملاحقة التطورات المذهلة التى حدثت نتيجة دخول مواقع التواصل الاجتماعى فى المنافسة وقدرتها اللامحدودة على جذب القطاع الأكبر من المتابعين وخاصة من الأجيال الشابة، ومن ناحية أخرى عجزت القيادات التحريرية لهذه المجلات والصحف عن تجديد شبابها واجتذاب جيل جديد من كبار الكتاب من المثقفين والعلماء فى مختلف التخصصات للكتابة فى صفحاتها واقتصرت على الاعتماد على محرريها وكبار صحفييها وفى هذا ما فيه من خلط بين دور الصحفى فى تحليل الأحداث ومتابعة الأخبار اليومية وبين دور كبار الكتاب الذين يتمتعون بالرؤية المستقلة والمستقبلية وبالخبرات العلمية والأدبية والفلسفية التى تمكنهم بالفعل من صنع القدوة وقيادة الرأى العام بعيدا عن مجرد تحليل الأخبار السياسية والاقتصادية.

ونفس الشىء حدث ويحدث فى مجال الاعلام المرئى، حيث إنه رغم كثرة القنوات الفضائية العامة والمتخصصة التى انتشرت كانتشار النار فى الهشيم إلا أننا لا نجد لها أى فاعلية ثقافية ولا نجد لها أى تأثير ايجابى يذكر على صعيد نشر ثقافة التقدم ودحر ثقافة التخلف فى المجتمع! إن هذه القنوات جميعا إما تخصصت فى نشر ثقافة الخرافة والخزعبلات والفتاوى الدينية الضحلة ومن ثم فهى قنوات تكرس ثقافة التخلف والجمود بل وتوفر البيئة المناسبة لبث ونشر الفكر الدينى  المتطرف، وإما تخصصت فى نشر ثقافة المطبخ الذى يتعالى فيه المتخصصون لدرجة تجعل المشاهد العادى يضيق بحياته ويشعر بالدونية وعدم القدرة لضيق ذات اليد! أو تخصصت فى البرامج الرياضية التى أصبحت مجرد دردشات رياضية بعيدة عما يجرى على أرض الواقع من منافسات وبطولات عجزت أصلا عن نقلها لمشاهديها! أو قنوات اخبارية لا تستطيع فى مجملها مجاراة الأحداث حال وقوعها لقلة الحيلة وعدم توافر المراسلين الجادين القادرين على نقلها بموضوعية وشفافية وفى لحظة حدوثها، وللحق فقد برعت هذه القنوات الاخبارية فى اضاعة وقت المشاهدين الذين يتابعون ما تبثه من برامج حوارية (توك شو) تطرح قضايا يومية تافهة وتعتمد على شخصيات معادة ومكررة مل الناس منها ولا يستطيع أصحابها ادارة حوار جيد ومثقف فى أى قضية متخصصة! ونفس الشىء بالنسبة للقنوات الفنية التى تعرض سيلا من المسلسلات والأفلام المعادة والمكررة بلا هدف اللهم إلا ملء ساعات البث!

وقد يحتج البعض بأن لدينا قناة ثقافية متخصصة، ولهم أقول يا ليتها لم تكن موجودة، لأن وجودها بعيدة عن مواقع البث الفضائى فى مدينة الانتاج الاعلامى وعدم وجود ميزانيات تمكن مذيعيها ومعديها من استضافة شخصيات لها وزنها الثقافى ولها مكانتها الفكرية والعلمية يجعلها تقدم خدمة ثقافية سطحية ومتدنية ومن ثم لا يقبل على مشاهدتها إلا أصحابها وضيوفهم!!

أيها السادة المسئولون عن اعلامنا وفضائياتنا أرجوكم أوقفوا كل هذا السيل الغث من الرداءة وأعيدوا النظر فى سياساتكم التحريرية وفى اختياركم لمذيعين لا يحسنون حتى الحديث باللغة العامية ناهيك عن اللغة العربية السليمة!

أيها المسئولون عن هذه القنوات الفضائية: أين العقل والعقلانية فى كل ما تقدمون؟! أين المناقشة الجادة لقضايا الثقافة والتنمية والتقدم فى مجتمعنا؟! أين المناقشة الجادة لغياب أدوار المؤسسات الثقافية فى مصر مثل اتحاد الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة والثقافة الجماهيرية وهيئة الكتاب وغيرها من المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية؟! أين المناقشة الجادة لما يصدر من مؤلفات فكرية وعلمية جادة تطرح قضايانا القومية وتقدم الحلول لأهم مشكلاتنا فى مختلف التخصصات؟! وأين البرامج الميدانية التى تذهب للشركات والمصانع والمشروعات القومية لتكشف على الطبيعة حجم الجهود التى يبذلها كل العاملين فى كل المجالات لرفعة شأن وطنهم وتقدمه ؟!

[email protected]