رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

«الرأي العام في مصر لن يقبل بوجود إسلام سياسي».. من وجهة نظري كانت هذه هي الرسالة التي وصلت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة الثنائية التي جمعت بين الزعيمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين بنيويورك.

وفي الوقت نفسه،فإن الرسالة قد وصلت من القاهرة إلى الرئيس السيسي في نيويورك من الشعب المصري ليقول للرئيس: إن الشعب الذي راهنت على وعيه وإدراكه لخطورة هذه الجماعة الإرهابية وما تحمله للوطن من نوايا خبيثة وأجندات ممولة من الخارج ومخططات تقسيم لصالح أعداء مصر وهوس الإخوان بحلم الخلافة المزعوم، قد أجهض محاولات فض عروة الثقة بين الشعب الذي خرج في 30 يونيو يرفع صورة السيسي في الميادين، وبين القائد الذي قال «لبيك شعب مصر».

إن مضمون الرسالة الشعبية للقيادة السياسية في هذا المحفل الدولي المهم، يمكن قراءته بين مشهدين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا ومعبرًا عن طبيعة العلاقة الوطيدة و«الكيمياء» التي نشأت بين المصريين والرئيس السيسي منذ ثورة 30 يونيو المجيدة:

المشهد الأول: هنا في مصر، حيث شهدت الساعات الأخيرة تطورات مهمة -على الجبهة الشعبية- أجهضت محاولات الجماعة الإرهابية وحلفائها من المزايدين والمتاجرين وأصحاب المصالح، في أن تحرك الشارع وتثير غضبه وتعبث بالعلاقة بين الشعب والقائد، فقد أعلن المصريون الحرب على جماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الأرض، وبدا المصريون على قلب رجل واحد في موجة تأييد واصطفاف شعبي استطاعت أن تقصف جبهة الجماعة الخائنة وتفضح الفيديوهات المفبركة التي طالما تبارت قنوات الإخوان وعملاؤهم في إعادة تدويرها لتضخيم الأمر وتصوير الشارع المصري على أنه «يغلي طلبًا للتغيير».

ولأن الغباء هو نهج جماعة الإخوان كما عهدناهم منذ تأسيس ذلك التنظيم الإرهابي قبل أكثر من ثمانين عامًا، فإنهم اختاروا مدينة السويس الباسلة ليبثوا منها الأكاذيب ويجعلوا منها «نواة للثورة المزعومة» في مصر، ومن تابع هذه الأبواق على فضائيات الكذب العميلة: الجزيرة والشرق ومكملين وغيرها، سيدرك جيدًا بما لا يدع مجالا للشك ما تم تداوله من محتوى كاذب واحد «منسوخ وممسوخ» يملأ ذلك الفضاء المسموم عن مظاهرات «ضخمة»ّ!! في شوارع السويس ومواجهات «عنيفة»!! بين المتظاهرين والشرطة!!، ولم تخلُ تمثيلية الإخوان السخيفة من استغاثات مزعومة لمتظاهرين «ممثلين» يطلبون النجاة ويحثون الشعب على إنقاذهم من عربة الترحيلات والمصير المجهول الذي ينتظرهم!!

لكن اللعبة لم تنطلِ على أهالي المدينة الباسلة، ليقوم السوايسة الذين يشهد التاريخ بنضالهم واستبسالهم بإعطاء الجماعة الخائنة درسًا في المقاومة التي تجري في دماء أهل السويس، فخرجوا في مظاهرات كبيرة بحق يردون على الأرض بهتافات مدوية تهتف بـ «تحيا مصر» وعاش الرئيس السيسي.

إن المشهد أبلغ من كل كلام، وعلم مصر وهتافات «تحيا مصر» تجُبُّ كل تنظير، وتدحض كل أكاذيب الإخوان وفبركتهم على الجزيرة وأخواتها ومموليها.

 

وفي المقابل، كانت مواقع التواصل الاجتماعي، تشهد هي الأخرى مقاومة واعية من شباب مصر الذين تباروا في صد هجمات الجماعة الكاذبة، وتوحدوا خلف القيادة السياسية وقواتنا المسلحة يعلنون لجميع من تآمر على هذا الوطن ومن يسعى لإسقاطه «أنتم تحلمون.. مصر عصية على السقوط، وشعبها عصي على الانكسار، والعلاقة بين الشعب والرئيس محصنة ضد الاختراق، وأكاذيب الإخوان حفظناها، وقواعد اللعبة فهمناها جيدًا» .

المشهد الثاني: في نيويورك، فبينما يستبسل المصريون في القاهرة ومحافظات مصر في معركة الوعي ضد المؤامرات الدنيئة، وصلت الرسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، كما وصلت أيضًا للإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس دونالد ترامب، والحقيقة أن القمة التي جمعت الرئيسين تحمل رسائل ودلالات على درجة بالغة من الأهمية، فحالة الاصطفاف الشعبي والرفض القاطع لعودة الإخوان إلى المشهد والقفز على ما حققه المصريون تحت قيادة الرئيس السيسي خلال السنوات الخمس الماضية من إنجازات، منحت تفويضًا جديدًا للرئيس السيسي جعلته يقول بمنتهى الفخر وبدعم من الإرادة الشعبية: إن الرأي العام المصري لن يقبل بحكم المتاجرين بالدين مرة أخري .

هذه الثقة التي تحدث بها الرئيس السيسي من منطلق تفويض شعبي، رد عليها ترامب بتأكيده أن الرئيس السيسي قائد عظيم استطاع أن يحقق إنجازات كبيرة، فقبل أن يأتي للسلطة كانت مصر تعاني  الفوضى، وزاد الرئيس الأمريكي ليجدد تأكيده على طبيعة العلاقة الوثيقة بين القاهرة وواشنطن.

إنها إذن الفوضى التي حمى السيسي مصر منها، وهي الفوضى التي لا يمل الإخوان من السعي لإعادتها إلى المشهد المصري، لكن الإرادة الشعبية كانت حائط الصد وحجر الزاوية والحصن المنيع في وجه هذا المخطط، هذه الإرادة هي التي أكدها الرئيس السيسي في لقائه مع رؤساء الشركات الأمريكية وهو يروج لفرص الاستثمار الواعدة في مصر بقوله :إن التنفيذ الناجح لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والنتائج الإيجابية التي فاقت المتوقع، يعود لعزيمة وقوة إرادة الشعب المصري العظيم وليس فقط للإرادة السياسية أو كفاءة البرنامج ذاته».

من القاهرة إلى نيويورك وصلت رسالة الشعب المصري إلى الرئيس السيسي لتمنحه تفويضًا جديدًا لمواجهة المؤامرة الإخوانية، ومن نيويورك إلى القاهرة ثمن الرئيس السيسي دعم وإرادة ووعي الشعب العظيم، وبين المشهدين هنا وهناك، عاد إخوان الدم والإرهاب يجرون ذيول الخيبة ويسقطون في وحل التآمر والخيانة.. وهذا حال كل من يتربص بوطن شعبه حر ورئيسه بطل وأمنه محفوظ بعين الله الذي قال «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. فاللهم أدم علينا نعمة الأمن واحفظ وطننا ووفق رئيسنا وقنا شر كل متربص وخائن.