رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

 

 

 

الإعلام يمكنه أن يرسل رسالة بعلم الوصول، ويمكن أن يلعب دوراً دبلوماسياً.. ويمكن أيضاً أن يشعل ناراً أو يطفئ ناراً.. هكذا تستخدمه بعض الدول لإعطاء رسائل معينة.. وللأسف، مصر لا تستخدم إعلامها ولا ترسل رسائل من خلال الإعلام.. رأينا الإعلام المغربى يستبق إعلان السفارة المصرية بشأن العالم المصرى، ويقول وفاة الدكتور أبوبكر طبيعية وعادية!

عرفنا هذا الكلام من الإعلام المغربى، قبل السفارة المصرية.. كانت الصحف قد كتبت ذلك، وأشارت إلى تقرير النيابة العامة والطب الشرعى.. بعدها أعلنت السفارة بيانها، بأن الوفاة طبيعية.. وأشارت بعض الجهات الأجنبية إلى أن الوفاة غامضة، وأنه كان قد كتب تقريراً عن مفاعل ديمونة الإسرائيلى وبوشهر الإيرانى.. فهل كان الإعلام يريد أن «يرسل» رسالة لمصر؟!

وهناك رسالة أخرى أرسلها الإعلام الكويتى لمصر.. وهى بعلم الوصول أيضاً.. تقول الرسالة إن أزمة الخليج فى طريقها للحل.. وأن هناك أجواء عامة أقرب إلى التفاؤل، منها إلى التشاؤم فيما يتعلق برأب الصدع الخليجى، ومعناه أن الرسالة يجب أن تفحصها الخارجية المصرية.. فهل استقبلت الخارجية رسالة الكويت؟.. وهل استعدت لاحتمالات صلح أو مفاوضات؟!

قرأت تصريحاً لخالد الجارالله نائب وزير الخارجية الكويتى، يقول فيه: «إن الكويت كانت وما زالت مستمرة فى جهودها لرأب الصدع الخليجى، وحل الأزمة بين الأشقاء فى إطار منظومة دول مجلس التعاون».. ومعناه أن هناك مساعى بين دول مجلس التعاون لإنهاء المقاطعة العربية.. وهو شىء جيد بالفعل، فأين دور مصر من القضية؟.. هل يحدث شىء بعيداً عن مصر؟!

وقال الجارالله «إننا اليوم أقرب إلى التفاؤل منه إلى التشاؤم فى هذا الشأن».. أى على بعد خطوات من المصالحة.. فهل هو تصريح دبلوماسى، أم له أصل على أرض الواقع؟.. هل يمكن أن تجلس قطر والسعودية والإمارات بعيداً عن مصر؟.. هل مصر طرف أصيل فى إنهاء الأزمة؟.. هل غيرت قطر طريقتها تجاه الأشقاء، أم أن الأمر ازداد سوءاً خلال الأيام الماضية؟!

أقصد أن الإعلام يمكن أن يكون حاضراً فى كل القضايا.. ويمكن أن يفتح بعض الملفات.. ويمكن أن يرسل بعض الأسئلة.. ويمكن أن يستقبل أيضاً بعض الرسائل.. هناك واجبات دبلوماسية للإعلام.. هناك دور فى إطفاء الحرائق بين الدول.. هناك توجيه قد يحدث.. مهم أن ترسل الدول رسائل عبر الإعلام.. قد تكون عبر تصريح رسمى أو مقال افتتاحى لكاتب مرموق!

باختصار، لقد تعاملت مع ما نشرته الصحف المغربية عن وفاة الدكتور أبوبكر بأنه رسالة للإعلام المصرى والدبلوماسية المصرية.. حتى لا نفتح الباب للكلام عن شكوك صاحبت الوفاة.. كما تعاملت مع تصريح «الجارالله» بأنه رسالة لمصر.. فهل استعدت لمصالحة دول مجلس التعاون أم لا؟!