رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مخطئ من يتصور أن المخططات الغربية- الأمريكية ضد مصر قد انتهت، فالحقيقة المرة التى يجب أن يعلمها الجميع أن الأخطار تحيط بالبلاد بشكل أبشع مما كان قبل ثورة 30 «يونيه»، وأن هناك تربصاً شديداً بالوطن من خلال مخططات جديدة تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية بجميع مؤسساتها لإشاعة الفوضى والاضطراب وإعادة ترسيم المنطقة العربية من جديد بحدود وجغرافيا جديدة.

الحقيقة أن مصر بوعى قيادتها السياسية وشعبها العظيم الأبى، تقف عفية أمام هذه المخططات الشيطانية التى يمارسها أهل الشر.. كما أن ثورة 30 يونيه أصابت الغرب وأمريكا بخيبة أمل شديدة، وأجبرت الدنيا كلها على الاعتراف بقدرة وعزيمة المصريين، إلا أن ذلك لم يجعل أصحاب هذه المخططات يقفون عاجزين، بل راحوا يرسمون مخططات ومؤامرات لتحقيق أهدافهم فى الحدود والجغرافيا الجديدة، يعنى مخطط التقسيم!!

مخطط ترسيم حدود المنطقة العربية الموضوع منذ عام 1975 لا يزال قائماً، وبدأت تجدده الدول الغربية، خاصة بريطانيا بالاشتراك مع الولايات المتحدة، وبدأت العيون تفتح على مصر، بهدف إسقاطها، وتتكالب هذه الدول حالياً على الوطن بهدف إغراقه فى الفوضى العارمة، والسعى بكل السبل لأن تكون مصر دولة عاجزة هشة ضعيفة لا تقوى على فعل شىء حتى يسهل سقوطها ورغم سقوط سوريا وليبيا واليمن والعراق، إلا أن مخطط إعادة ترسيم الحدود الجديد الذى تريده هذه المخططات الغربية، الأمريكية لا يمكنها من فعل ذلك، ما دامت مصر تقف على قدميها، فلا بد من تركيعها، حتى تضمن هذه الدول تنفيذ هذه المخططات الشيطانية.

الآن بدأت هذه المخططات مجدداً من خلال حرب جديدة يطلق عليها «حرب الوكالة»، بمعنى أن التجربة المؤلمة التى تمت بغزو العراق لن تتكرر مرة أخرى، وإنما هناك من يقوم بهذه الحرب ضد الأمة العربية خاصة مصر، دون أن تراق نقطة دم لغربى أو أمريكى، إنما يقوم بهذه الحرب أهل المنطقة نفسها من خلال وسائل جديدة غير تقليدية، وهو بالفعل ما رأيناه فى سوريا وليبيا واليمن باشتعال الحرب الأهلية، بين نعرات ومذاهب طائفية وقبلية مختلفة، وسقوط هذه الدول الثلاث حقق للغرب ما يريده ويصبو إليه دون تكلفة بشرية أو مادية.

قلت كثيراً إن الأخطار التى تحاك ضد مصر ما زالت قائمة، فلاتزال كل المخططات الإجرامية الشيطانية المدبرة للنيل من البلاد مستمرة، وهذا ما تؤكده كل المؤشرات والدلائل، فالذين يريدون النيل من مصر لا يستسلمون ولديهم مخططات بديلة، بهدف إضعاف مصر والمنطقة ولا بد من التصدى والمواجهة لهذه المخططات بقوة.. والدولة تدرك حجم هذه التحديات ويجب على المصريين الآن تثبيت أوضاع الدولة وحمايتها حتى تتم إعادة البناء.

مصر استمرت على مدار ثلاثين عاماً أشبه بالخرابة، وزاد فيها عدد الفاسدين فى كل القطاعات، وتكرشت بطون العملاء والخونة بشكل يدعو إلى الحسرة والألم، وترهل الجهاز الإدارى للدولة بشكل مخيف، وقامت ثورة 25 يناير لنسف هذه الأوضاع السيئة واستعادة المواطن كرامته التى باتت فى الحضيض، وجاء حكم الإخوان فى غفلة من الزمن، ووصلوا إلى سدة الحكم ليحولوا مصر إلى مرتع للإرهاب والخراب والدمار، وواصلوا تنفيذ المخططات الشيطانية للغرب وأمريكا، حتى جاءت ثور 30 يونيه ليستعيد المصريون حريتهم ويتخلصوا من الحكم الغاشم الذى كان أداة فى يد الغرب وأمريكا.

مخطئ كل من يظن أن المخططات الغربية- الأمريكية قد زالت أخطارها عن مصر، فالدول التى تريد تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، لايزالون يواصلون ألاعيبهم من أجل تفتيت الأمة العربية وتقسيم المنطقة طبقاً لما يسمى اتفاقية سايكس بيكو الثانية، لصالح إسرائيل.. ولأن الرئيس السيسى لديه رؤية نافذة وبعد نظر، يدرك تماماً أن هذه المخططات وتلك الألاعيب من دول لا تريد الخير لمصر ولا للمنطقة العربية، وهو دائم التحذير والتنبيه بأن الأخطار فى الداخل والخارج ما زالت تحاك ضد مصر والأمة العربية جميعها.

والحرب على الإرهاب مداها طويل ولا يمكن أن تنتهى بين لحظة وأخرى، وإنما الأمر يحتاج من المصريين إلى الإدراك جيداً أن هذه الأخطار مستمرة حتى ولو تظاهرت الدول المدبرة بأنها تراجعت.

الدول الغربية تواصل مخططاتها الإجرامية ضد مصر، لكن بطرق بديلة عن المتعارف عليها، وبالتالى يجب ألا نأمن جانبها، وأعتقد أن الأجهزة المصرية تعلم ذلك وتواجهه بشكل علمى.