رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون اختصار

 

 

 

تحل علينا الذكرى الـ67 لثورة 23 يوليو 1952، وهي واحدة من أكثر الحركات التاريخية التي أثارت الجدل في تاريخ مصر الحديث.

قامت ثورة يوليو لتصويب أوضاع شديدة الخلل وقتها، والقارئ لتاريخ مصر في السنوات السابقة للثورة يوليو يعلم جيداً أن الحياة الحزبية قبل عام 1952 كانت وللأسف عامرة بالانقسامات التي حولت الحياة الساسية في مصر لمسلسل من العبث تتوالى حلقاته.

ولا أعتقد أن يختلف كثيرون على حتمية ثورة 1952، بعد فشل النظام في علاج كافة الأزمات وقتها، من فساد إداري وسياسي، وصل للذروة في 26 يناير، حين تم حرق القاهرة، ولن نختلف أيضا أن ثورة يوليو رفعت الظلم عن قطاعات عريضة من الشعب المصري بعد أن أعلنت مبادئها الستة واضحة وصريحة وأبرزها القضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم، التخلص من الاستعمار وبناء جيش وطني قوي، وليس أدل على انحياز ثورة يوليو للشعب، من أن عصر ناصرعلى حدة تحولاته وكثرتها، لم يشهد مظاهرة واحدة تطالب بالخبز أو العمل، كما أسس حكم ثورة 1952 لصناعة وطنية قوية محققاً أعلى معدلات النمو بعد أن كان الاعتماد بشكل رئيسي على الزراعة، وبخاصة زراعة القطن، والعديد من قلاع الصناعة التي تم تأسيسها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي مازالت باقية تنطق بالنهضة الصناعية التي كانت مصر على أعتابها.

ويشهد الجميع أن ثورة 1952 وضع «مصر» فى قلب أمتها العربية والإفريقية والإسلامية،  وشهدت موجة عظيمة من المد القومى والانطلاق نحو المفهوم المعاصر لعروبة «مصر» وتحويلها من تعبير ثقافى إلى واقع سياسى لم يكن قائماً من قبل.

كما قادت مصر مواجهة باسلة في وجه «العدوان الثلاثى» 1956 وتبلورت لدى المنطقة كلها المخاطر الحقيقية للوجود الاستيطانى المعادى للعرب والمغتصب للأرض والذى لم يتحمس «لثورة 1952» منذ بدايتها لأنه كان يرى فيها خطراً على أطماعه، كما أن التكتل العربى قدم «لمصر» مساحة للريادة والقيادة، فمصر قوية بمحيطها العربى ولا يمكن لها أن تتطلع إلى آفاق المستقبل إلا من خلال توظيف دورها القومى الذى يمكن أن يؤهلها لكى تكون كياناً عربياً كبيراً بدعم شقيقاتها فى كل الظروف.

وقدمت مصر تجربة مصر ملهمة في التحرر من الاستعمار قادت العديد من دول العالم لنيل استقلالها.

على الجانب الآخر لثورة 1952 سقطات عديدة دفعت مصر ومازالت تدفع ثمنها انتهت بنكسة 1967 التي كانت بمثابة صفعة على وجه النظام الناصري ومثلت نهاية مأساوية لمشروع دولة يوليو.

القارئ الكريم، لسنا بالطبع من دراويش ناصر، ثورة يوليو انتهت وسقطت شرعيتها عام 1971، وتأسست شرعية نصر أكتوبر التي حكمت مصر حتى ثورة يناير، ونحن الآن نحيا شرعية ثورة 30 يونيه، والتي نرى أنها دفعت مصر خطوات واسعة للأمام.

نحن وفديون نحترم مبادئ الحزب ونقدر تاريخه الوطني المشرف، ولكن لا أرى أن يدفعنا انتماؤنا للوفد إلى غض البصر عن زلات الحزب قبيل ثورة يوليو، وكانت تلك السقطات سببا في قيامها، خلافات سعد باشا زغلول وعلى شعراوى معروفة للمصريين وبعدها خلافات مصطفى باشا النحاس ومكرم عبيد، وغيرها الكثير،

أرى أنه لا أحد فوق النقد الموضوعي الهادف للصالح العام، سعد باشا زغلول على عظم إنجازاته وتاريخه الوطني الحافل ليس فوق النقد وكذلك كافة قادة الحزب، جمال عبدالناصر قدم لمصر الكثير وسقط سياسياً قي نكسة 1967، وجهة نظرنا أن للتاريخ دورات وأن ثورة يوليو حلقة منطقية في مسلسل تاريخ مصر، قدمت لمصر الكثير رغم سلبياتها، علينا جميعاً أن نتعلم قراءة التاريخ بحيادية وموضوعية لنعي دروسه ونستعين به على تلافي أخطاء الماضي.