عفوا د. وسيم السيسى!

أ. د وسيم السيسى مفكر جليل وعالم مصريات أصيل.. تتسم أحاديثه بالجدية والإثارة والتشويق فى غير ما تكلف.. ومقال اليوم عن عبارة أو جملة أو أطروحة وردت أو جاءت فى سياق حديث له على قناة القاهرة والناس ببرنامج المصرى أفندى يؤكد فيها أن الأدق والأصح قولا وفكرا رجال دين لا علماء دين!.. وهنا يتحتم الوقف قبل أى وصل؛ لأمرين الأول أن الأستاذ الكبير يعلم يقينًا أن الرأى فى المفهوم الإسلامى علماء دين لا رجال دين.. كان أحد كبار الائمة العظام يقول دائما.. رأيى صواب يحتمل الخطأ.. ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب.. ومهما كانت منزلة عالم الدين فإنه دائما يتحفظ قائلا: والله أعلم.. بعكس مفهوم رجل الدين دكتور السيسى يستند فيما يبديه على أن العلم يخضع للتجربة وعند هذه النقطة فإن العلم بمعناه المطلق هو مخلوق محكم شديد الإحكام ولا يخطئ كما أنزله الحكيم العليم.. ومن هنا يتحتم التفرقة بين العلماء كعلماء فى أى من ضروب العلم والعلم كعلم خلقه المولى جل جلاله وتقدست أسماؤه وآلاؤه.. إن ما يوجد الآن فى جميع المراجع والكتب الأساسية Text Books ما هو إلا اجتهادات العلماء حتى لحظة تدوينها فى هذه المراجع ومن هنا ما يعتريها من تغييرات فهى ليست من العلم وإنما لعدم كمال اجتهاد العلماء! والحق يقول وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.. وما ذهب اليه أ. د. وسيم فيه خلط بين ثبات العلم كمخلوق وبين قصور فى اجتهاد العلماء يستدرك بالتتابع! وفى النهاية مفهوم علماء لا رجال دين بالمعنى الذى يقصده مختصون فى مجالهم هو الأدق والأصح علميًا وفلسفيًا ومنطقيًا.. وفى النهاية ومع تقديرنا للدكتور وسيم، فالأمر يبدو وأن لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة! والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ولا ينبغى له ذلك! نحن نعرف أنه فوق كل ذى علم عليم.. المغناطيسية أو الضوء أو الصوت أو الحرارة أو المادة أو الطاقة.. إلخ.. كلها مخلوق محكم يتدرج العلماء زمانًا ومكانًا وإحداثيات فى فك شفرته حتى يصل بنهاية كل فترة إلى جديد!