رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

زمان كانوا يقولون إن زواج البنات سترة.. وهو أيضاً فرحة.. ولكن ذلك تغير.. وأصبح زواج البنت ديوناً وهماً بالليل والنهار.. وربما سجون وغارمات، والسبب: مغالاة أهل العريس فى طلباتهم.

وأعلم أن البنت لم تعد «تدخل» إلا بعد تجهيزها من كل شىء.. ليس فقط من أثاث وموبيليا ونحاس.. بل أيضاً الأدوات الكهربائية: ثلاجة، غسالة، سخان، بوتاجاز.. والأدهى ما سمعته مؤخراً من طلب أهل العريس أن يتضمن الجهاز.. أجهزة تكييف الهواء.. وأن على العريس أن يقدم هدايا ذهبية ليس للعروس وحدها، بل إلى أمها وشقيقتها.. ورحم الله زمناً كان كل الجهاز: أودة نوم ومرتبتين وصالون عادى وطبلية وكام حلة.. ولا تنسوا «الهون» النحاس الأصفر الأصلى!!

< وبسبب="" المغالاة="" فى="" عمليات="" تجهيز="" البنت="" انخفض="" معدل="" الزواج="" وزاد="" سن="" الزواج..="" للابن="" والابنة="" معاً..="" وحتى="" يتم="" عملية="" «سترة="" البنت»="" تضطر="" الأسرة-="" الأم="" فى="" الغالب-="" إلى="" الاقتراض،="" والمقابل="" تحريرها="" مستندات="" اقتراض..="" ولما="" تعجز="" الأم="" عن="" السداد="" لا="" تجد="" أمامها="" إلا="" السجن،="" وهنا="" عرفنا="" حكايات="" الغارمات،="" وتزايد="" عددهن="" فى="" كل="" سجون="" مصر،="" فى="" كل="">

ونسينا كم كان مهر فاطمة الزهراء، وماذا طلب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مهراً من ابن عمه، على بن أبى طالب.. ونسينا حكاية الدرع التى رهنها العريس- غيره- ليدبر مهر عروسه.

< وللأسف="" فإن="" الأسر="" فى="" الريف="" تتباهى="" الآن="" بما="" يقدمه="" العريس="" لابنتهم..="" وهناك="" مواكب="" زفة="" جهاز="" العروسة="" الذى="" كان="" عليه="" أن="" يطوف="" بكل="" حوارى="" القرية="" محمولاً="" على="" الجمال="" والحمير..="" والآن="" عربات="" نصف="" النقل="" لتستعرض="" الأسرة="" ما="" قدمه="" العريس..="" وكانت="" حوارى="" الأحياء="" الشعبية="" زمان="" تشهد="" مثل="" هذه="" الزفة="" الاستعراضية..="" كنا="" نعتقد="" أن="" الزمن="" تغير..="" وأن="" على="" الزوج="" أن="" يتصرف..="" ولو="" بالسلف="">

ولكننى أيضاً أتذكر أننى لم اتزوج كاملاً.. بل كان كثيراً مما يحتاجه البيت الآن.. كان يأتى حين ميسرة.. يكفى مثلاً الثلاجة الإيديال مع «النملية» والسخان البلدى بوابور الجاز.. أما الغسالة فإلى حين- الآن نجد الشروط المجحفة.. ومن استطاع الاقتراض يواجه كارثة العجز عن السداد.. وتمتلئ السجون بالغارمين والغارمات.. ثم بعد ذلك يتعجبون ويتساءلون عن سر ارتفاع سن البنات.. وزيادة نسبة العوانس.

< ترى..="" ماذا="" يقف="" وراء="" كل="" ذلك..="" ولماذا="" يعجز="" الشباب="" الآن="" عن="" الزواج="" فى="" السن="" الطبيعى..="" بل="" لماذا="" زادت="" نسب="" التحرش،="" وماذا="" عن="" استطاعة="">

أكاد أقول: قلبى مع كل بنت فاتها قطار الزوجية.. وتحولت إلى عانس.. ولا يكاد أى بيت مصرى يخلو الآن من عانس أو عانستين.. حتى لو كانت جميلة الجميلات..

< تلك="" قضية="" اجتماعية="" أخلاقية="" يجب="" أن="" نخضعها="" للدراسة،="" وأن="" نحاول="" الوصول="" إلى="" حلول="" حتى="" لا="" نفاجأ="" يوماً="" بأن="" مجتمعنا="" كله="" أصبح="" مجتمع..="">