هموم مصرية
إن كان قرار إقالة، أو استقالة، اتحاد كرة القدم المصرى يكفى كعقوبة على جريمة سوء إدارته للعبة الشعبية الأولى.. فهل تمسح هذه الإقالة فى ثوب استقالة دموع الطفل المصرى الذى انهار باكيا.. بعد هذه الوكسة التى مزقت قلوب ملايين أطفال مصر.. وأقولها: والله لا يكفينى محاكمتهم أو محاسبتهم.. فدموع طفل مصرى واحد أغلى عندى من كل هذه الأسماء من اتحاد.. ومن مدير لاتينى.. ومن لاعبين لا تهمهم إلا أسعارهم فى بورصة رقيق كرة القدم.
ونحن لم نتعود على أن نحاسب المخطئين.. ليس فقط بعد الذى جرى فى دورة روسيا.. ولكن منذ شهور.. فأبوريدة نافش ريشه، الذى كان يختال ماشياً، لا يكفينا فيه تلك اللعنات والنظرات التى نزلت به.. حتى أن اعترف بأخطائه.. ومعاركه من أجل البقاء على رأس هذا الاتحاد.. وحتى هذا المدير الفنى المكسيكى اللاتينى خافيير أجيرى ذو الوجه الشمعى الذى لم تحركه نتائج سوء ادارته وخططه.. وكان كل همه هو أن يحصل على مؤخر مستحقاته.. ماذا لو جعلناه يلف السبع لفات على مختلف درجات التقاضى من أجل أن يحصل على ما تبقى له.. ولماذا لا نجعله مثل المطلقة التى تربى أطفال الزواج الفاشل دون أن تحصل على نفقتها ونفقة أولادها.
< أما="" اللاعبون="" فلا="" تنزعجوا="" من="" دموعهم..="" فهل="" مثل="" دموع="" التماسيح="" وكل="" ما="" يهمهم="" كم="" أصبح="" سعرهم="" فى="" بورصة="" اللاعبين.="" وكم="" كانوا="" يحسسون="" على="" الكرة="" ويخشون="" اللاعب="" برجولة="" خوفاً="" من="" الإصابة..="" وهم="" كلهم="" إلا="" قليلاً="" لا="" ولاء="" لهم="" إلا="" المال..="" فلم="" ينشأوا="" على="" عشق="" وولاء="" أى="" نادٍ="" فكيف="" نطالبهم="" بالولاء="" للوطن..="" هم="" مثل="" المماليك="" فى="" أواخر="" عصرهم="" عندما="" كانوا="" يحاربون="" لمن="" يدفع="" أكثر..="" فإذا="" تأخر="" صرف="" الرواتب="" انقلبوا="" حتى="" على="">
والقضية أنه لا بد من المحاسبة.. والعقوبة.. ويوم قرأت أنهم كلهم- ومعهم كل نجوم الفريق- انحازوا وتشددوا وأصروا على نصر من اعتدى على الأخلاق.. يوم أصروا على عودة زميلهم المتحرش إلى قائمة الفريق.. هنا قلت على الفريق السلام، ولكنهم للأسف لم يتركونا نحيا فى سلام.
< ترى="" لماذا="" لا="" نطالبهم="" بتحمل="" التكاليف="" المالية="" التى="" انفقتها="" الدولة="" عليهم،="" وعلى="" إعداد="" الملاعب="" وحتى="" رصف="" الطرق.="" وأيضا="" مرتبات="" وأجور="" المدير="" الفنى="" وكلها="" بالدولار..="" نقول="" ذلك="" لأن="" أسعارهم="" غالية="" وعالية..="" أى="" تكون="" الأحكام="" عليهم="" بالسداد..="" وتحمل="" كل="" ما="" دفعته="" الدولة="" من="" أجل="" هذه="">
أما ثمن حسرة كل المصريين- وبالذات أطفالنا- فليس هناك مال- فى الدنيا- يعوضهم عما فعله هذا الفريق فى كل بيت مصرى.
وحقاً ليس من أمن العقاب.. أساء الأدب، ولكن من أمن الحساب.. أساء اللعب، وهذا ما حدث.. ونحن نرفض عمليات تبرير الهزيمة التى بدأت الآن.