رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


قرأت مقال الكاتب الكبير علاء عريبى «أموال الوفد» وأتفق مع كثير مما جاء فيه، لن يختلف اثنان أن جريدة الوفد بوضعها الحالى مشروع غير ناجح، اقتصادياً على الأقل، ولابد من تدخل عاجل لوضعها على المسار الصحيح، بحيث تحقق الأهداف التى أنشئت من أجلها وتضيف للحزب العريق أدبياً واقتصادياً.
لا يخفى على المتابع للمشهد الصحفى التحول الحاصل فى شكل الصحافة، فانتشرت فى السنوات الأخيرة مصطلحات مثل «صحافة المواطن» وشجع على انتشارها التوسع الكبير فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، بحيث أصبحت مصدراً رئيسياً للأخبار، ومن قبلها الصحافة الإلكترونية التى تميزت بالسرعة فى نقل الخبر، وسهولة الوصول للمحتوى من خلال الهواتف المحمولة وغيره، أدى هذا كله إلى عزوف القارئ عن شراء الصحف الورقية فانخفضت المبيعات مع ضعف الإعلانات وانسحابها هى الأخرى متوجهة لعالم الفضاء الإلكترونى، تاركة الصحف الورقية فى وضع شديد الصعوبة، حتى جاءت القاضية بتحرير سعر الصرف للجنيه المصرى، الذى قضى على أى أمل لإنعاش الصحف الورقية، حيث تضاعفت تكلفة إصدار الصحيفة ثلاث مرات على الأقل، الوضع الذى جعل من العبث الاعتقاد بأن الوضع الحالى للصحف الورقية قابل للاستمرار.
جريدة الوفد جزء من هذه المنظومة وأصاب الجريدة ما أصاب كل الصحف الأخرى من انخفاض التوزيع، وضعف الموارد المالية من الإعلانات، ثم التعويم وآثاره التضخمية التى انعكست على زيادة تكلفة إصدار الصحيفة.
هنا يأتى السؤال: وما العمل؟ هل نوقف إصدار الجريدة مثلاً؟ أم تستمر معتمدة على مساعدات عدد من أعضاء الحزب مشكورين؟
أرى الإجابة عن السؤالين بلا، فلا يمكن السماح بإيقاف الجريدة لسان حال الحزب، والمعبرة عن مواقفه السياسية فضلاً عن الاستغناء عن العشرات من العاملين بها، وهو ما لا يصح أخلاقياً ولا إنسانياً حتى، كما أن الاعتماد على مساعدات بعض الأعضاء- ولهم كل الشكر- لا يصح أن يشكل أساساً متيناً تستند له الصحيفة فى بقائها واستمرارها.
الحل فى وجهة نظرى هو العمل وفق خطة احترافية واضحة، تبدأ أولاً بتعديل مسار المحتوى التحريرى بحيث تفسح الوفد المجال للصحافة الاستقصائية والتحليلية والتقريرية، وتتحول جريدة الوفد إلى صحافة العمق وعدم منافسة الصحافة الإلكترونية فى مضمار صحافة الخبر التى ستفوز فيه بكل تأكيد الصحافة الإلكترونية نظراً لطبيعة الوسيلة.
فالاستعانة بكبار الكتاب الصحفيين أصحاب الآراء العميقة والرؤى المتميزة سينقل جريدة الوفد لمسار مختلف تماماً تتفوق فيه، كم منا يشترى الجريدة ويحتفظ بها لعدة أيام أو أسابيع ليعود بعدها ليقرأ مقالاً أو رؤية تحليلة؟ أعتقد الكثير يفعل، هنا ستتفوق النسخة الورقية من جريدة الوفد،
كما يجب أن تتجه جريدة الوفد لتنويع نشاطاتها الإعلامية والمحتوى الخاص بها، لتحمل محتوى مميزاً لجذب الجمهور، لتتحول إلى بوابة إخبارية وإعلامية وترفيهية ذات شخصية مستقلة، والأفكار هنا كثيرة، وفى الجريدة والحزب كفاءات عديدة لديها الكثير مما يمكن تقديمه فى هذا المجال، هذا كله مع التسويق للشكل الجديد لجريدة الوفد إعلامياً بحيث يصل للجمهور أن جريدة الوفد تحمل لهم شيئاً جديداً يستحق الاهتمام.
أعتقد أن التجربة لن تضر، فالوضع الحالى لجريدة الوفد للأسف غير مبشر، وأعتقد أن محاولة التغيير أفضل كثيراً من انتظار مصير لا نتمناه أبداً لجريدة الوفد.